على شطِّ يافا
تسمَّرتُ تمثالَ عشقٍ
تشكَّلَ من رملِ هذا المكانْ
يُوشوشُني البَحرُ ..
تهمسُ أنسامُهُ لغةً أبجديَّتُها ..
أحرفٌ لم ينلْ من رؤآها الزَّمانْ ويحملنُي الموجُ بينَ ذراعيهِ ..
يرجعُ بي العشقُ ..
ستّينَ سبعينَ عاما
يضيءُ فضاءآتِ قلبي غراما
وأصحو وتصحو من التّيهِ يافا
وأبدأُ منها إليها طوافا
وأنهي طَوافا
وأرجعُ أبدأُ فيها طوافا
هُنا كانَ دكّانُ جدّي القديمْ
وفي هذهِ الدّارِ كنّا نُقيمْ
شبابيكُها بابُها سورُها
لا تُبالي تَوالي لَيالي الزَّمانْ
تُصرُّ على أنَّ هذا المَكانْ
أبى أن يَكونَ
غريبَ الحضورِ غَريبَ الشّعورِ
غريبَ الِّلسانْ
على شَطِّ يافا
حصدتُ جِراحاً
زرعتُ المدى والرّمالَ جِراحا
توضّأ قلبي بريّا شَذاها
وناجى وصلّى
ورفَّ عليها
رجعتُ وما زالَ بينَ يَديها
لعلَّ الزَّمانَ الَّذي ..
لم يزلْ جمرُهُ صاحياً ..
في ضميرِ الرَّمادِ
يَعودُ إليها