يا راحلِينَ إلى الحبيبِ بِطَيْبةٍ
هاكُمْ فؤادي فاحْمِلوهُ إليهِ
إنّي لأستحْيِي النُّزولَ بدارهِ
ومَدارِكي لا تقْتَفي وحْيَيهِ
وأنا الذي زعَمَ المحبةَ بينما
صوبَ اللِذاذِ يُقادُ من رِجلَيهِ
وأنا الذي كالبحر ِ وجْهٌ ساكنٌ
تتلاطمُ الأهواءُ في جَنْبَيهِ
يا راحلِينَ خُذوا الفؤادَ لعلّهُ
في طَيْبةٍ يُجْلى عَمَى عينَيهِ
شُدُّوا عليهِ راقِبوهُ إنهُ
عاصٍ ويسْتحْلي دوامَ التَّيهِ
إن غِرَّةٌ لاحتْ تلقّفَها وما
يبقى سوى الوَسْواسِ في سمْعَيهِ
لا يستقيمُ على الطريقةِ، سالكٌ
درْباً يَعافُ الرُّشدَ من أمْرَيهِ
لا تتركوهُ غيرَ أن تصِلُوا بهِ
ولدَى الحبيبِ تَرَوْهُ بيْنَ يدَيهِ
ثمَّ انْظروا أيَتوبُ، هل يُدْعَى لهُ،
أم قولُهُ سيَضِيقُ في رئتَيهِ
وابْدُوا له عَوناً عسَاهُ يرعَوي
من قبلِ ما يَلْوي الرَّدَى ساقَيْهِ
من قبلِ أنْ ( ربِّ ارْجعونِ) حسرةً
تَغدُو ورهنَ الحبسِْ في شَفَتَيْهِ