أيومَك تختارُ أمْ ما مضَى
وأيُّهُما الظَّهْرُ كي تَنْهضا؟
يقولون: ما فاتَ خيطُ خيالٍ
تآكلَهُ العُمْرُ ثمَّ انْقضَى
زوَى وجهَهُ لم يُبالِ إذا
جرى ماءُ عينيكَ حتى نضَا
فيومُك أولَى بوصْلٍ وقد
تفتَّتَ أمْسُكَ أو أعْرَضا
يقولون هذا ولم يَعلموا
لأمسيْ إضاءةَ نارِ الغَضى
ولم يعْلموهُ وحيدَ الزمانِ
فريدَ الصَّدى في رحاب الفضا
وإكْسيرَ بخْتٍ لمن حازَهُ
يصِيرُ السَّوادُ بهِ أبْيَضا
ولم يَجدوا فيه مثلَ الذي
وجدتُ وأَبقَى الهَنا مُومِضا
ولو وجدوهُ لظلُّوا لهُ
بِدارَةِ أمسِهمُ رُكّضا
وفي غفلةٍ سارَ مِسْكُ الهواء
ومَرْهمُ جَفنَينِ إنْ أغْمَضا
وأبقَى عليَّ غريباً وراحَ
ببَلْسَمِ نفْسي وسِرِّ الرِّضَا
فغادرتُ أمسي كما غادروا
وأعْجَزَني القلبُ أنْ ينْبضا