بيني وبيني يكثُرُ الجدَلُ
ما هذهِ الأحوالُ يا رجُلُ
ما هذهِ الأشعارُ تكتبُها
أبياتُها بالوجْدِ تشتعلُ
وكأنّ رأسَكَ رأْسُ ذي صِغَرٍ
مُتقحِّمٍ ما رَدَّهُ وجَلُ
تَستخرجُ الماضيْ وتكشفُه
والآخَرونَ لحَوْكَ أو عذلوا
فتُقلِّبُ الأوراقَ تسألُها
وتعيشُ فيها عِطرَ مَن رحلوا
وكأنّما ثبَتَ الزمانُ على
ماضيكَ ما لكَ عنه مُنتَقَلُ
وتسيرُ فيه ثُمَّ لا تَصلُ
لا خيبةٌ تُثْنيكَ لا مَللُ
الناس تُحكمُها بصائرُها
وأراكَ منفرِداً بكَ الغزَلُ
*************
ما شأنُ شَيبِ الشَّعْر في لهَفٍ
تشدو به روحٌ وتنفعلُ
الجَورُ للأبدانِ فتنتُها
والروحُ بالأبدان تُعتَقَلُ
والروحُ نفخُ اللهِ خالدةٌ
لا الدهرُ يُخْبِيْها ولا الأجَلُ
ما ضرَّ إنْ باحَ الفؤادُ وفي
نفَثاتهِ تتنفَّسُ الجُمَل
فيزول بعضٌ من هواجسهِ
وروابطُ الأغلالِ تنفصلُ
ويطيبُ مما كان يوْهنُهُ
ويخفُّ مِنْ كرُباتهِ ثِقَلُ
الوجدُ صوْتُ الروحِ منطلِقٌ
والروحُ لا يَرْزا بها عطَلُ
فعلى مَ تبقى الروحُ عانيةً
بعلامةِ الأجسادِ تَنخزِلُ؟