وداعاً أيها الطَّلَلُ
وداعاً كلُّهُ وجَلُ
وداعاً لم يكنْ بدَلُ
لهُ إذ عُدَّتِ السُّبُلُ
على جُدرانِ أيامٍ
ينوحُ الشَّوقُ والقُبَلُ
أُلَمْلِمُ كلَّ أشيائي
وما ليْ عنكَ مُرْتحَلُ
وكيفَ وأنتَ ليْ قِسْمٌ
وفي عَينيَّ تَنتقِلُ
ووجهُكَ في دمي خَفْقٌ
وهمسُكَ طائرٌ زجِلُ
وكيف تكونُ فُرْقةُ مَنْ
هُمُ في الروحِ قد نزلوا
وداعاً (كِذْبةٌ كُبرى)
بخَيْباتِ الهوى تَصِلُ
يَروحُ المُكْرَهُ العاني
على الأشواكِ يَرتجِلُ
يَميلُ بوجههِ لكنْ
ضجيجُ فؤادِهِ جَللُ
ويبقى يَحفِرُ الذكرى
فيَستسقي ويَشتعِلُ
ويسألُ كلَّ خاطرةٍ
ونجوىً: ما لَهم أفلوا؟
ويَقتلُ صبرَهُ صمْتٌ
ويُشْجِي نفسَهُ وَهَلُ
توسَّلَ كلَّ مُمْكِنةٍ
وقد ضاقتْ به الحِيَلُ
فلا يدري الذي فعلوا
تحاشَوا أم بهمْ مَلَلُ
ولا مِرْسالَ وافاهُ
ولا أنباءَ تُحتَملُ
ولم يرَ خِيرةً إلا
وداعَكَ أيها الطَّللُ
وداعاً رسْمُهُ غُصَصٌ
إلى أن يأتيَ الأجَلُ