لبست الأغصان ثوب عرسها
لتزف إلى الشتاء
كللت هامتها بلؤلؤ ثلجي
زينت جيدها بماس جليدي
لبست الأغصان ثوبها الأبيض
ولبس الموتى أكفانهم
زفت الأشجار إلى الهواء
وزف الموتى إلى الأرض
أيها الثلج! يا نبع النقاء
كم تلتقي عندك الأشياء؟!
العرس والموت… ثلج على النوافذ والشرفات
على الأرصفة والسيارات
ثلج يجمدني!
ودفؤك يتوهج بعيدا عني
فمتى يقترب دفؤك مني؟!
ويولي صقيع الثلج عني؟!
تتدثر الأغصان بأزهارها
أتدثر بنقاء خواطري
تتألق الأغصان ببياضها
أتألق بفرحتي وصورتك الكوكبية
تفتح الأغصان نوافذها للفجر
فيهل
أفتح نوافذي لفجرك
وأحلامي لطيفك
وأنت لا تطل
نقي وأبيض مثل قلبك
بارد وقلبك دافيء
يتهادى في الليالي
تتهادى في خيالي
يرقص برشاقة في السماء
ترقص خطواتك في الطرقات
يفترش الحدائق والساحات
تفترش صورتك بياض الأوراق
صنعت تمثالا ثلجيا
كان رشيقا وبهيا
ظننته أنت
ضممته إلي فذاب
صنعت تمثالا لطيفك
وحين أشرقت الشمس
ذاب وجدا وحنانا
تدفأ بوهج الشمس
أدفيء قلبك ، أدفئني
لا تذب كتمثالك
لا تذب حتى حبا بي
صنعت تمثالا ثلجيا
كان طفلا بريئا وشقيا
له قبعة خضراء
عدت طفلة صغيرة
تراشقنا كرات الثلج
تقلبنا على المرج الأبيض
صار المرج أخضر
أشرقت الشمس توهجنا
ذاب الثلج..ذبنا معا وانصهرنا
تزهر الأشجار
تستر الأغصان عريها
بثوبها المطرز
تتباهى ببياضها الجليل
فمتى تزهر أنت؟!
ثلج فوق الأبواب
ثلج فوق النوافذ
تألق وسحر
ثلج يخفي جثثا مزرقة
يحفظ المومياء
ثلج يحمي الضحايا
ثلج تسقيه الدماء
ثلج ..ثلج
تشمخ فوق بساط الثلج بتمثالك
نقي أنت كالثلج
حار كالجمر
أيها التمثال الذي يشبهك
أشرقت الشمس
لا تذب وحدك
انتظرني لأذوب معك
-------------