إلى روح الشهيد القائد ثابت ثابت مع الإعتذار
(1)
لا زلتُ أذكرُ كيفَ باغتَه الجنودْ
لا زلتُ أذكرُ كيفَ كفَّنه رفاقُ الدربِ بالحناءِ
و اتجهوا إلى صمتِ اللحودْ
"ظنوا عيونَك قد تغيبُها اللحودْ"
لا زلتُ أذكرُ صوتَه
وعيونَه..
آهٍ من العينينِ
تنطلقان في كلِّ الزوايا والحدودْ
هذا هو البطلُ الشهيدْ يعتاشُ في عليائِه من روعةِ الأحلامِ
يكبرُ في رياضِ اللهِ
تذكرُه ارتعاشاتُ الفؤادِ..
ورقةُ الأملِ السعيدْ
(2)
لا زلتُ أذكرُ كيفَ كفَّنَه الرفاقُ بباقةٍ من دمعِهم
كانت أناملُه تتمتمُ بالقصيدْ
لا زلتُ أذكرُ كيفَ كانَ معطراً..
من أغنياتِ اللهِ
حتى قبلَ أنْ يغتالَه حقدُ الجنودْ
لا زلتُ أذكرُ بعضَ قدرتِه على صُنعِ البُطولَةِ
دونَ أن يحتاجَ يوماً للكلامْ
لا زالتِ الأفراحُ تخرجُ منه شامخةً
وصوتُ الكبرياءِ يطيرُ من عينيهِ
والعشقُ المعتقُ يرتمي في حضنِه
بين الكرامةِ والزنودْ
عينان رائعتان ترتكبان ألوانَ الشهامةِ
كانت الأيامُ تحسدُه على لغةِ الأسودْ
كان الذين يحاولون خصامَه
يتطايرون بلا دمٍ
ويفكرون بكل ما في الأرضِ من عَبثٍ
ويعترفون للبحرِ العظيمِ بذنبهم
في كل يومٍ خاصمَ الإنسانُ بحراً
كان يحلمُ أن يعودْ
(3)
لا زلتُ أذكرُ صوتَه
ذاكَ المُحيَّا في صلاة الفجر لا يرضى السجودْ
هذا الفلسطيني ماتت فوق كفيه السلاسلُ
والزنازينُ الحقيرةُ
والقيودْ
لا زالت الأشجارُ تحملُ روحَه
بعد الرحيل
إلى السماء
وتزورُها في كلَّ أيامِ الشتاءْ
حتى الطيورُ تعلمتْ
أن الشهيدَ يصيرُ مِسكاً
عندما يأتي المساءْ
(4)
لا زلتُ أذكرُ كيفَ عاشَ الناسُ ساعاتِ الذهولْ
والديرةُ اتشحتْ بلونِ الظلمةِ السوداءِ
عدتَ إلى قصائدِنا لترشدَنا
إلى فن الرحيل
"لا يرحلُ الشهداءُ في فن الرحيل"
لا يعرفُ الشهداءُ غيرَ العشقِ
والميلادِ
والتحليقِ في كل الفصولْ
لا زلتُ أذكرُ يا حبيبَ الأوفياء
كيف التزمتَ بما تحاولُ أن تقولْ
كانتْ حَكايا المرجِ عائدةً إلى أفعالِك الحُسنى
من السفرِ الطويل
هذا الفلسطينيُّ أعظمُ من تفاصيلِ الغزاةْ
هذا الفلسطينيُّ يعرفُ كيفَ يهزمُ خصمَه
هذا الفلسطينيُّ لا يرضى بأنصافِ الحلولْ
(5)
لا زالت الأزهارُ رائعةً على شفتيكَ
كنتَ حكايةً للراغبين بنشوةِ النصرِ الأكيدْ
كانت قصائدُ وجهكَ العصماءُ
مشفقةً علينا
خذنا إلى عينيكَ يا أسدَ المواقفِ
إننا نهوى الأُسودْ