تحدث الفضائيون مقتربين من الأرض، ناظرين في أجهزتهم وشاشاتهم:

- كوكب به حياة متنوعة الأشكال والتركيب. فلنأخذ عينات.

- يبدو أن المخلوقات المنتشرة والمتحركة على طرفين هي السائدة والمنتجة.

  استمر الطبق المحلق في الدراسة. قال أحد الفضائيين:

- تحليلاتنا تظهر أن أنواع الطاقة كثيرة وموارد الحياة غزيرة على كوكبهم لكنهم لا يتقاسمونها ولا يعيشون بنفس الانسجام والانتظام والتطور، وبعضهم يستحوذ عليها دون الآخرين.

 

   حركوا مركبتهم وصوروا وسجلوا، وواصلوا حديثهم:

- أترون؟ المخلوقات السائدة تعتدي على بعضها هنا.

- وهناك يعذبون ويقتلون بعضهم. ظواهر عدائية محيرة!

- لعله مرض أصاب مراكز التحكم والتمييز في أجسادهم.

وقبيل اقترابهم، رصد الفضائيون أضواء شديدة وأصواتًا قوية وحطاما متناثرا، فقال أحدهم:

- جو الكوكب لا ينتج انفجارات تلقائية، فهي إذن من صنع سكانه.

- إنهم منشغلون في إبادة شاملة مستمرة لبعضهم. لا بد من دراسة هذه الكائنات العجيبة مرة أخرى.

وولت المركبة الفضائية بسرعة عن كوكب الأرض وقائدها يسجل تقريره:

- زرنا كوكبا صغيرا نائيًا تفشى العداء بين كائناته السائدة بسبب مرض مجهول. لم نقترب لنأخذ عينات خوفا من إصابة مركبتنا بأضرار ومن نقل العدوى لكوكبنا. يا له من كوكب غني بالعناصر والحياة، جميل في ظاهره لكنه مخيف في حقيقته. لم نر كوكبا مضطربًا كهذا من قبل.

وعادوا إلى كوكبهم الذي يسوده الانسجام والتقارب والحب ولا يعرف سكانه من ظاهرة العداء إلا أنها ذبذبة عصبية نادرة لا يحسون بها إلا إذا اشتد إحباطهم أو تخاذلهم أو خوفهم أو جوعهم. ولم يحصل أن واحدا منهم أحس بتلك الظاهرة منذ قرون بعيدة جدًا على كوكبهم البعيد جدا.

 

 التدقيق اللغوي: سماح الوهيبي.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية