أفلتت الطائرة الورقية من يد سامي وسحبت ذيلها الطويل خلفها تقودها الرياح فوق المدن و البلدان .
طارت فوق مدينة جميلة قرب المحيط الأطلسي فرأت منارات المساجد في كل مكان تردد الله أكبر .. الله أكبر .. وسمعت أجراس الكنائس ترنم موسيقى هادئة ..
سألت الطائرة الورقية إحدى الحمامات الطائرات قربها :
ـ ما اسم هذه المدينة أيتها الحمامة الجميلة ؟
ـ اسمها مدينة فاس
ـ فأس .. فأس ..
ـ لا ليس فأساً لحفر الأرض بل فاس .. فاس.. ـ حسناً أنا لست خائفة
ـ فاس مدينة جميلة كما ترين ولا تخيف ..
ـ حسناً أيتها الحمامة وهل تذهبين معي إلى مدينة أخرى ..
ـ لماذا ؟..
ـ لأنني أحب أن أحكي لسامي عن مدن كثيرة أزورها ..
ـ هيا إذن .. هذه مدينة الرباط ..
ـ ماذا ؟ ..
ـ الرباط .. وهي عاصمة البلاد التي تطوفين حولها ..
ـ أنا أخاف الرباط .. أخاف أن يربطني طفل بشجرة فلا أستطيع الطيران ثانية
ـ لكنها مدينة هادئة كما تلاحظين وأطفالها يلعبون في حدائق و ملاعب الأطفال بطائراتهم و ألعابهم الخاصة فقط ..
ـ هذا صحيح .. انظري انهم يلبسون قبعات ملتصقة بملابسهم
ـ نعم .. هذا هو لباسهم التقليدي في هذه البلاد ..
ـ وما اسم هذه البلاد أيتها الحمامة اللطيفة ؟
ـ احزري ..
ـ وكيف أحزر ؟ ..
ـ اسم هذه البلاد مشتق من غروب الشمس على الوطن العربي
ـ اسمها غروب
ـ لا.. لا..
ـ اسمها غربية ..
ـ لا.. لا..
ـ حسناً أليس لها اسم آخر أسهل من هذا الاسم
ـ يقول عنها الأجانب مرّا.. كش..
ـ لماذا تسعلين أيتها الحمامة
ـ أنا لا أسعل ..
ـ لكنك قلت كش ..
ـ بل قلت مراكش
ـ عرفت .. عرفت إنها بلاد المغرب العربي ..
ـ هذا صحيح .. هذا صحيح .. وكيف عرفت ذلك ..
ـ تذكرت أنني مررت بالجزائر .. و الجزائر جارة المغرب الشرقية
ـ هذا صحيح .. وهل تعرفين ماذا يحد المغرب من الجنوب ؟
ـ نعم .. موريتانيا ..
ـ حسناً .. حسناً .. ومن الشمال ؟ و الغرب
ـ يحد المغرب من الشمال البحر المتوسط ومضيق جبل طارق
ومن الغرب المحيط الأطلنطي ..
ـ ماذا ؟
ـ المحيط الأطلنطي أي المحيط الأطلسي وله اسم ثالث هو : بحر الظلمات ..
ـ شكراً لك أيتها الطائرة الورقية
ـ بل شكراً لك أنت …..