تحب منى أن تضع أحمر الشفاه على شفتيها.. أمها تقول: ما زلت صغيرة.. لكنها تضع لها بعضاً منه في المناسبات.. منى تريد وضع أحمر الشفاه عند ذهابها إلى الروضة... وتعلم أن أمها لن ترضى... في صباح أحد الأيام، وضعت منى أنبوب أحمر الشفاه في حقيبتها الصغيرة دون أن تلاحظ أمها ذلك.. وفي المدرسة وضعت قليلاً منه على شفتيها وقت الفرصة.. رأتها الصغيرة فرح.. صاحت.. واوو.. أريد أحمر الشفاه.. شاهدتهما سندس.. وإيمان.. ومرح.. وجود.. وصديقات كثيرات.. كلهن أردن أحمر الشفاه.. صارت منى تضع على شفاههن (نقطة) واحدة في الشفة العليا وأخرى في الشفة السفلى.. كي لا تلاحظ المدرِّسة.. في هذه اللحظة.. جاء تلميذ من صف قريب..

يدعى براندم.. شاهد البنات الصغيرات يضعن أحمر الشفاه.. "وواوو.. أريد أن أضع أحمر الشفاه"، صاح براندم بالإنكليزية.. قالت منى.. "يو آر بوي".. استغربت كيف تضع أحمر الشفاه لولد.. لأنَّ أحمر الشفاه للبنات فقط.. أصرَّ براندم.. وضعت منى له أحمر الشفاه لكن فوق الشفتين.. وصارت تدير الأنبوب حول فمه حتى أصبح شكله مثل مهرج السيرك.. كان براندم سعيداً.. لقد أصبح مثل الكلاون (المهرج) الذي يأتي إلى الروضة بالاحتفالات..

رآه الأولاد الصغار.. صاروا جميعاً يريدون أحمر الشفاه مثل براندم... بعد قليل انتهت الفرصة.. وعاد الأطفال الى فصولهم.. المدرّسة دهشت عندما رأت الصغار، وخاصة الأولاد.. لكن أحداًَ منهم لم يكشف سر منى مع أنها قالت إنها ستعاقبهم جميعاً إن لم تعرف من أحضر أحمر الشفاه. طلبت المدرِّسة منهم جميعاً أن يغسلوا وجوههم بالماء.. لكن أثر الاحمرار لم يذهب تماماً.. دائماً تفكر منى بأحمر الشفاه.. لكن أمها منذ ذلك اليوم تضع كل أدوات التجميل في صندوق واحد.. وتقفله بالمفتاح.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية