ذات يوم حدث خلاف بين مجموعة أجزاء النبات: الجذر، والساق، والأوراق، والزهرة، حول أيهما الأفضل بالنسبة للنبات، وأيهما أكثر أهمية له، واستمر هذا الخلاف لساعات طويلة حتى جاءت شجرة برتقال وقامت بالإصلاح بينهم.
شجرة البرتقال: لقد استمعت إلى حديثكم، لماذا كل هذا الخلاف؟
الأجزاء: من أنتِ؟ وكيف استمعتِ إلى حديثنا؟
شجرة البرتقال: أنا لستُ غريبة إنني نباتٌ -أيضا- وجئتُ الآن لأستمع إليكم ونقضي على هذا الخلاف الذي بينكم فهل توافقون أيتها الأجزاء؟ الأجزاء: نعم، نحن على استعداد.شجرة البرتقال: إذن هذا جيد. هيا، تفضل أيها الجذر سوف نبدأُ بكَ.
الجذر: ماذا تريدوني أن أقول؟
شجرة البرتقال: هيا، أخبرنا لماذا تظن بأنكَ الأفضل بين إخوتك؟
الجذر: حسنًا، بالفعل أنا الأفضل والأقوى.
بقية الأجزاء: لماذا؟ لماذا؟ لماذا أنت الأفضل والأقوى؟
الجذر: نعم، فلولاي ما وقف النبات شامخًا رافع الرأس إلى أعلى، نعم، إنني أنا من ضحى بنفسه ليعيش تحت الأرض بعيدًا عن الجمال الموجود في الأعلى، كما أنه من الذي يثبت النبات على الأرض؟ ألستُ أنا؟ هيا، أخبروني، ألستُ أنا من يحتمل معاناة توصيل الماء والغذاء إلى الساق؟ هيا، أخبروني، لماذا أنتم صامتون؟ هل في كلامي خطأ؟
شجرة البرتقال: كلا أيها الجذر ليس في كلامك أي خطأ، ولكن دعنا نستمع أولًا إلى الساق. هيا، أيتها الساق أخبرينا بما لديك.
الساق: استمع إلي جيّدًا أيها الجذر، أنتَ تقول بأنك الأفضل بالنسبة للنبات، ولكنك لستَ أفضـل مني في شيء، فلولاي ما بقيت الأوراق الخضراء على النبات وأعطته هذا الشكل الجميل، نعم إنني أنا الذي يثبت الأوراق ويحميها من السقوط على الأرض. أليس كذلك؟ أليس كلامي صحيحا؟ وأيضا من الذي يقوم بانتظار الماء والغذاء القادم منك أيها الجذر؟ من يقوم باستقباله؟ هيا، أخبرني، ألستُ أنا؟ ألستُ أنا من ينظم وصوله إلى الأوراق؟
شجرة البرتقال: كلامك صحيح يا ساق. أحسنت، ولكن ما رأيك لو نستمع إلى الورقة أولًا؟ هيا يا ورقة قولي ما عندك.
الورقة: إن الساق والجذر يظنون أنهم الأفضل بالنسبة للنبات ونسوا أنني أتحمل صنع الغذاء لهم، فكل ما تستطيعون فعله هو توصيل الماء والمواد الأخرى لي وتتركونني أتحمل حرارة الشمس وحدي، فأنا أستخدمها في طهي الطعام مع الماء والغاز الموجود في الهواء، ثم يتم توزيعه عليهم جميعًا، حتى أن الإنسان أطلق علي اسم "مصنع الغذاء".
شجرة البرتقال: أحسنت يا ورقة، أنتِ على حق في كل ما ذكرتهِ، ولكن بقيَ علينا الاستماع إلى الزهرة. هيا أيتها الزهرة الحديثُ لكِ تفضلي.
الزهرة: حسنًا أيها الإخوان تتحدثون وتقولون أنا وأنا وأنا، ونسيتم كيف أنني أتحمل تخزين كل الغذاء الذي تقوم الأوراق بصنعه وإعداده لأتحول من زهرة جميلة إلى ثمرة بطعوم مختلفة حسب نوع الغذاء الذي يصلني، فقد أكون ذات طعم: حلو مثل التفاح والموز، أو حامض كالبرتقال والليمون، أو غير ذلك. ثم يأتي الإنسان فينتزعني منكم ليأكلني، فهل تنكرون أنكم تتخلون عني وتتركوني طعامًا للإنسان؟ هيا أخبروني! أم أنكم خجلون من أنفسكم أيها الأقوياء؟
الجميع: يطرق رأسه متأثرًا بحديث الزهرة.
شجرة البرتقال: استمعوا إليّ أيتها الأجزاء لقد استمعتُ إلى حديثكم الرائع، فلم يخطئ أي واحدٍ منكم، فكل واحدٌ منكم مهم بالنسبة للنبات ولا يستغني عنه، فأنا نبات أيضًا ولا أستغني عن أجزائي أبدًا، وإنني أرى أنه من الأفضل أن تتحدوا جميعًا.
الأجزاء: نتحد! كيف؟
شجرة البرتقال: نعم يجب أن تتحدوا جميعا وتكونوا جزءًا واحدًا، فتكونوا نباتًا واحدًا، ماذا ترون؟
الأجزاء: نعم سوف نتحد معًا، فهذا أفضل لنا جميعًا فنحن لا نستطيع العيش أجزاء، نحنُ نباتٌ واحد، هيا بنا لنتحد معًا الآن.
وهكذا يا أصدقائي اتحدت الأجزاء وكونت معًا نباتًا رائعًا كَبُرَ مع الأيام وأعطانا شجرة تفاح لذيذة.
وهكذا يا أصدقائي فإن "في الاتحاد قوة".
أسئلة للقصة:
س1: اذكر فائدة واحدة لكل من:
الجذر:
................................................................................
الساق:
................................................................................
الأوراق:
................................................................................
الأزهار:
................................................................................
س2: كيف قامت شجرة البرتقال بحل الخلاف بين أجزاء النبات؟
................................................................................
س3: اختر الجواب الصحيح من بين البدائل المعطاة:
"إن في الاتحاد ........."
ضعف قوة عزة مهانة
التدقيق اللغوي لهذه القصة: هبة البشير
