الفراشة التي لم تتمكن من الطيران
The butterfly who stamped
تأليف: روديار كبلنغ.
ترجمة: أمل الرفاعي.
كان رجل قد عثر على شرنقة فراشة واحتفظ بها إلى أن بدأت تلك الشرنقة ذات يوم تنفتح من أحد أطرافها. جلس الرجل أمامها لكي يرقب تلك الفراشة التي كانت تُحاول بكل جهد إخراج جذعها من ذلك الثقب الصغير، لكنها كانت قد استمرت في ذلك لساعات إلى أن توقفت عن المحاولة لأنها لم تعد على ما يبدو قادرة على بذل المزيد من الجهد للخروج من الشرنقة.
كان ذلك الرجل قد أراد أن يساعد الفراشة على الخروج من الشرنقة، وبذلك أحضر زوجاً من المقصات وقصّ الجزء المتبقي من الشرنقة.
وكانت الفراشة قد خرجت حينئذ من الشرنقة بسهولة، ولكن كان لها جذع مُنتفخ وأجنحة ضعيفة.
استمر الرجل في مراقبة الفراشة لأيام، وكان يتوقع أن تتسع أجنحتها في أي لحظة وتنتشر لكي تحمل الجذع الذي سوف ينكمش في الوقت المناسب.
ولكن لم يحدث شيء من ذلك، وإنما كانت تلك الفراشة قد أمضت بقية حياتها وهي تحبو بذلك الجذع المُنتفخ وتلك الأجنحة المتكسرة، ولم يكن بإمكانها أن تطير قطّ.
ذلك لأن الرجل لطيبته واستعجاله الأمور وبسبب تهوره لم يكن قد أدرك أن تلك الشرنقة التي لم تنفتح، وأن كفاح الفراشة للخروج من ذلك الثقب الصغير كان بحكمة من الله تعالى، وأنها الطريقة لسكب السائل من جسم الفراشة في أجنحتها لكي تكون قادرة على الطيران عندما تتحرّر من الشرنقة.
أما الحكمة فهي أن ما يحتاجه المرء في حياته هو الكفاح. فلو قدر الله للمرء أن يستمر في حياته دون تعرضه للعقبات فقد يصاب بالشلل في قدراته الأخرى، وقد لا تكون لديه تلك المقدرة على الكفاح، و قد لا يكون بإمكانه أن يتقدم على الإطلاق.
ـ طلبت من الله تعالى القوة فمنحني الصعوبات لكي يجعلني قوياً.
ـ طلبت من الله تعالى الحكمة فعرّضني للمشكلات لكي أتعلم الحكمة.
ـ طلبت من الله تعالى العيش الهانئ فأعطاني العقل والمقدرة الجسدية لكي أعمل.
ـ طلبت من الله الشجاعة فعرّضني للمخاطر لكي أتعلم كيفية التغلب عليها.
ـ طلبت من الله المحبة فجعلني أقابل البؤساء وأقدم إليهم العون.
ـ طلبت من الله الحُظوة فمنحني الفرص لكي أحصل عليها بالتقرب إليه.
ـ فإن لم أكن قد حصلت على ما أردته فقد حصلت على ما أحتاجه!
ضع أملك دوماً في الله.
التدقيق اللغوي: حميد نجاحي.