زخ المطر
امرأة بين أكداس بشرية انكمشت تحتضن طفلها يرتشف الحنان الذي يقبض على القلب في غفوة الزمن وغبش الذاكرة، تدفئه بجسدها على رصيف … بينما ينهش البرد أطرافها، فلا إغماض جفونها تناعس …. ولم تكن رقدتها إضطجاع دلال، وتهمس بداخلها أن الموتى لا يكونون حصراً تحت الأرض، تذهب الأعناق بعيدا إلى كبد السماء نحو رقشاء، وهي تبقى تجاهد لاتقاء أذاها تحت زخ المطر. رصاصة طائشة
في إحدى الشرفات بمدينة غير هادئة ماء ينـز من ثقب أحدثته رصاصة طائشة في حوض نعناع، بينما تجوس خلف الجدران عيون لم تجد متسعا لراحة البال، إذ لم تهدأ بعد ثائرة الأحلام.
مــلح
جلس ثلاثتهم على طاولة مستديرة، لم يخل سطحها من تضاريس رسمت بتلقائية، تحدث الاثنان بصوت واحد، سوف " تتغدى " عندنا هذا اليوم …..؟! . تململ الضيف في مجلسه وقال:
- لا لا … لا أريد أن اثقل عليكم.
أجاب الاثنان أيضا بصوت واحد:
- لا يمكن أن تخرج من دون أن " نتغدى " سوية ؟؟
رد قائلا :
- إذا كان ولا وبد من ذلك فليكن من الموجود.
سادت فترة صمت تحرك أحدهم بعدها وجلب كيسا صغيرا من الملح ووضعه على الطاولة.