بيني وبينها عشق كبير ، عشق لا امله عندما ارهف السمع لالتقط حديثها .. نعم لقد أنجزت حفر خريطة الوطن في ذاكرتي ، و توصي بأن اسمي باسم أطلالها اجمل الفتيات ، أصبحت اسيرا لهذا العشق الذي بذرته الحاجة هادية في تلافيف القلب ، يذهب الجميع وتبقى أشنة وصورة أجدادنا العظام .
عندما قلت لها ذات يوم:
" انشاء الله بترجعي للبلد " مطت شفتيها الذابلتين
وقالت :
"انشـــــــــــــاالله" .
للاشياء دوائرها غير المتناهية وللحديث سطوة المطر وللشوارع تفاصيل تتشظى في حنايا الحكايا التي تحبل بها أشنة . منع تجول
صباح خليلي ينجلي عن ليل بهيمي لا يسمع فيه غير أزيز الرصاص، وعواء جنازير الدبابات ، وعلى باب سوق الخضار وقفت الحاجة هادية ، تتكىء على عكاز من الخيزران زين بالنقوش .
قالت مخاطبة ابنها الذي رافقها إلى السوق:-
- ما هذه الضجة أمام السوق يا بني .
- هذه دبابة تمر بين أرتال السيارات يا حاجة ، ألا تشمي رائحتها؟ . أجاب الابن.
- وهل لها رائحة ؟ ألا يكفي ضجيجها ؟!! .
تساءلت الحاجة باستغراب.
أخذت تقرب الرائحة وتغزو أنوف جموع المتسوقين.
أخذ ت الحاجة بيد ابنها واستقلا سيارة قريبة ، يبدو أن وقت التجول المسموح اقتربت نهايته ، وتمر بالقرب منهم جنازة أحد الشهداء توفي مختنقا بالغاز الذي تنشره الدبابات بعد ثلاثة أيام من العلاج في مستشفى الشهيدة دلال المغربي .