كانت تنسج خيوط الشمس جدائل نور تتدلى بين دموع السماء الحزينة.
رأيتها عندما كنت فتى في رحلتي المدرسية إلى المدينة المقابلة..
يومئذ صعدت إلى سطح بيت صمدت أعمدته ، أو تناستها جرافاتهم.. و من خلال المنظار المقرب شاهدت ساعديها الأبيضين و قد انزاحت أكمامها الخضر حتى بض الزندين ، كانت أناملها ما تزال تظهر فوق السحاب الأسود تجمع باقات الضياء. و تدفقها بين أشلاء السحاب تنسكب ابتسامات و فرحاً قادماً ليوم العيد..
لم تستطع الأسلاك الشائكة منعي من اجتياز السهل الواسع ، كانت أكفان أصدقائي ترفرف بي فوق حقول المصائد و القبعات الزرق المتحدة ضد وصالي بالشموخ الناطر شمس كل يوم جديد..
وصلت و قبَّلت شاربين شابهما نقاء جبل الشيخ المترف ببرد الانتظار..
في التراب زرعت دمعتين و ابتسامة ، و نظرة من حديد.
و عدت تقص نظراتي أسلاكَ الزمان التي جرَّحت دمعي و شغاف الغد الآتي يوم الحصاد..
و ما زلت في كوخي تلمني ثلاثة جدران..
قلبي ما زال ينتفض في قفص البوح الشريد..
و في الأفق شراعي مدى..
بحَّ النشيد في ناي الجريدة...
بح النشيد..
و ما زلت أرنم في الليالي الصدى.
بانتظار العيد.
....................
*"مجدل شمس بلدة في الجولان تستدعي شمس كل يوم جديد لتعكس نورها على وجه القنيطرة الحبيب"