جنزير يقترب من الأجساد الثلاثة فيلامس الموت الروح لتسارع الحناجر مطلقةً صرخاتها اللاهثة .
الدبابة تجوب شوارع المدينة فهي عبارة عن بناء فولاذي ضخم مؤلف من عدة طبقات يطل ساكنوها عبر نوافذ عدة فيما زرعت جدرانها المختلفة بالموت. تقترب كتلة المعدن الضخمة من أجساد شبان الثلاثة الذين أرغموا على الانبطاح أرضا حتى يوشك الجنزير أن يطحنهم لتتراجع قليلا مفسحة لهم بصيص نبض سرعان ما تعود محاولة تبديده عبر تقدمها من جديد نحوهم .
المشهد كان على مرأى ومسمع الجميع, فيما كان زعيق الجنود يتواصل عبر المكبرات بان حظر التجوال لا يزال متواصلا على المدينة 0
لسان حال الجندي الذي كان يصرخ خلف مكبر الصوت من داخل الدبابة كان يقول شيئا وحيدا ... التجول هنا محظور أما القتل فمباح .
بضع سنتمترات فقط كانت تفصل الجنازير عن أجساد الشبان حين كانت تقترب منهم . وصل مجموعة من الصحفيين إلى المكان في تلك الأثناء خفف عنهم حيث تراجعت إلى الوراء أمام ألآت التصوير التي بقيت فاغرة أفواهها.
حالة من الذعر كانت تسيطر على الجميع، وحين ابتعدت قليلا طلبوا من الصحفيين البقاء في المكان خشية استئناف الجنود ما كانو بدأ وه ضدهم.
كان هذا مشهداً بسيطاً وخاطفاً في سكون المياه الراكدة والتي لم تجد من يلقي إليها حجرا يحركها من بحر آلاف المتفرجين المتلاطم.
لتبقى هذه الثكنات كوابيس أخرى تطارد أحلامنا, وتعود الحياة إلى الشباب الثلاثة الذين شهدوا موتهم ليتأجل إلى حدث آخر.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية