امتلكت خيالا خصبا لرسم حكايات لاشخاص يفقدون بهائهم امام اصرارها لرسم الحكايات كما تتمنى.
كبرت القصص المحكية في خيال الحاجة هادية كما اشتهت ، وتتفتح لدى ذهنها الانثوي ، مشاعر متناقضة .
جلست تراقب صحن الدار الخالية بعد ان طارت ابنتها برفقة زوجها لدولة غنية تحمل فرحها . تغيرت خريطة سكناها بعد النكبة، سنوات مرت على سفر ابنتها ولهفتها لزيارة الاهل تضج حريقا في صدرها ، لا يغريها المصاغ الذهبي الذي يتكاثر في يديها ، سكن بها وجع غياب وما يدمعها كلما تعثرت بوجه اليف كبر لسنوات .
كانت تحن لاغنية ناحت بها صويحباتها وهن يرطبن يديها بالحناء بعد ضياع البلاد
"وامبارحا يا رفيقاتي كنا في الحارة
واصبح حنينك مع العصفور طيارة
وامبارحا يا رفيقاتي كنا عالنبعة
والشو السبب يا رفيقاتي تودعنا"
بعدها بكت عروس المخيم الجميلة التي حناها من الشام وكحلها من اليمن وذهبها عصملي وعصفورها الاسمر المزيون ليس بعد وجع الموت الاوجع الغربة .
وتبقى الحاجة هادية مطرقة يعكر صفو وجهها البهي الذي تغضن بوجع حكايتها التي لم تنتهي .