دبّ الرعب الشديد في قلوب طالبات ثانوية البنات ، أثناء محاضرة عن عذاب القبر الذي يلقاه كل ميت ، سواء كفر أم كان كمن اهتز لموته قبر الرحمن( إشارة للصحابي الجليل سعد بن معاذ) كما جاء في محاضرة الإشراف (التربوي!) مما أدى إلى تساقط بعض الطالبات ، مغمى عليهن من شدة التصوير و الإرهاب النفسي الذي تعرضن له.
رغم ذلك لم تتوقف المحاضرة ، واستمر تصوير شكل منكر ونكير (المرعبين) في حين تتناوب المعلمات والطالبات في نقل المغمى عليهن إلى فسحة المدرسة . و مما جاء بوصف الملاكين أن السن الواحد فقط في فم أيهما يزيد حجمه عن حجم جبل ، فويل للمرء من ذلك اليوم المحتوم!!! لم تكتف المربيات الفاضلات بالمحاضرة ، التي أخذت الجانب المرعب فقط من نهاية الحياة بل تحاملن على باقي البنات اللواتي ظهر جلدهن أو تجالدهن، أو ممن تجمدن رعباً، و زججن بهن في ظلمة مطلقة ، ليشاهدن فيلماً سينمائياً واقعياً ، لا ليرفه قليلا عنهن بل ليظهر فيه ميت حقيقي تجرىعليه مراسم الغسيل و الدفن مرفق بصوت بعيد جعلته تقنية الصدى و كأنه يأتي من كهف رطب مظلم و عميق، ينذر بمجيء 99 تنين ضخم لكل منهم سبعة رؤوس ، تكفي لفحة طفيفة من نار لسانه لحرق الأخضر و اليابس على سطح الأرض كلها !
لم تستطع باقي المنقذات من متابعة إنقاذ زميلاتهن ، بل تعثّر بعضهن ببعض في ظلام المكان ، فسقطن عليهن ، و هذه المرة أدى سقوط بعض المنقذات من معلمات أو طالبات كن لوهلة شجاعات ، أو متحايلات للخروج من جو المحاضرة و الفيلم الوثائقي لفقدهن وعيهن ، إذ خلنها السقطة النهائية في القبر المشؤوم الذكر.
توقفت المحاضرة أخيراً. وأشعلت الإنارة لتفضح عدد المتناثرات هنا و هناك فوق إقيائهن ، أو بللهن ، على أرض مسجد المدرسة ، ووسط ساحتها أو في الفصول وفوق مقاعد الدرس.
و عادت من عادت إلى بيتها يتهمها أخوانها بصبغ وجهها بالأصفر أو الأحمر أو قد كُدمت! و لا يزيد المسكينة صمتُها و وجومُها إلاّ اعترافاً بمنكر أو نكير لم تقترفه !
أما في اليوم التالي ، و في مستوصف و مشفى البلدة، فقد تحرى بعض الأطباء حالات سكر دم شبابية، و كتبت شهادات ، و إنا لله و إنا إليه راجعون.
"الحادثة ليست من نسج الخيال! "