كنتُ أظنُّ المستنقعاتِ ضحلةً عندما أردتُ وصفَه بالضَّحالةِ، لكني تذكَّرت كيف يغوص فيها مستكشفوها، فابتعدت عن هذا التشبيه لأنني ما عدت أراه عميقاً ، و أكره محاذاته فكيف الخوض فيه!

كبرت بعيني كلمة ضحلٍ ، بعد أن كانت قميئة كوصفها ، والسبب أنني فكرت فيها ملياً قبل وصمها بذاك الشخص!. لم أرد التفتيش عنها في القاموس و لا عميقاً ، في مخزون ذاكرتي ،فقد احترمتها عندما اعتذرت عن إلصاقها به ، ففيها العمق الذي لا يتحلى به مصادقي الجديد.

كانت عنايتي بكلماتي ، تجعلها زاهيةً منتقاة من شوائب اللغة ، حتى تعرفت به فإذ بي أفتش في قمامة اللغة غير قاصدٍ ، و لا آبه بما قد يتناثر علي منها. فالثياب التي اتسخت لا يهمها الرذاذ.

جمعت ما جمعت من كلمات، و نثرتها أمامي حول صفاته فتدحرجت بعيداً و بقي يضحك منتصراً على مفردات اللغة التي بدت ضحلة أمامه.

رفعتُ رايةً بيضاءَ ، متجهاً نحو وضوءٍ ، بنارٍ تحرق آثامي ، فما و جدت سوى الصيام ، سبيلا يخلصني من مفردات تراكمت طويلاً، عليَّ التخلص منها قبل السابع و العشرين من صيامي.

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية