( 1 )
-ما بال العصافير .. لا تنام !!
لا زالت توارى خجلها ، كلما رأتني أزنُّ في رأسها ، حتى قالت :
-حرية إلي أين ؟
فقلت :
-حرية إليَّ .
وضحكنا عالياً رغم الحمرة التي خضبت وجهينا . ( 2 )
-أغلقت أبواب الجرائد على أصابع محرريها ولم يصرخ أحد ..
جلس يكتب مقالته اليومية .. مر اليوم ولم يكتب .. انتبه لشبكة التليفونات التي انهالت عليه ، ولم يكتب أحد .. في الصباح خرجت الجرائد بيضاء ، فانطلقت الصرخة مدوية ، وكانت كفيلة بإحداث رد الفعل المطلوب .
( 3 )
-الذي عاد ..
حين رأها في منتصف النهر ، وقف على الشاطئ ، حاول أن يجذبها ، لم يدرك أنها لم تر المطر يغمرها من قبل كما هي الآن .. وأنه قد مرت عليها خمس سنين تشرب ذاكرتها .. كيف إذن يدعوها إلي خمس أخرى !!
( 4 )
-ونحن ملتفون نبكى الجسد المسجى ..
تحطمت الجرة بين أيدينا ، ولطخ الذهب المكنوز عيوننا بلا رحمة .
( 5 )
بينما نحن منسجمان ، أخبرتني بالذي مضى ، فوقفت مندهشاً
-ولم تخبريني من قبل ؟!
-لا يهم أن تعرف .
-تخوضين حرباً مع امرأة من أجلى .. ولا يهم !
-أنت الآن لي وحدي وهذا ما أردته .
-ماذا أفعل الآن سوى أن أحبك أضعافاً كثيرة .
( 6 )
-أمل ودنيا الأمل فتاتان ناعمتان إلي درجة لا تصدق ..
لكنهما حين تندسان ما بيني والغادة تصبحان كالشوك تحت أقدامنا ، وبقدر حرصنا على أقدامنا نحرص على عدم كسرهما وإغضابهما ، وبعد أن نعبر الطريق ونبتعد عنهما ، تستعيدان نعومتهما وتضحكان معنا وهما تقولان لها :
-لا فائدة من نصحك بعد الآن .
( 7 )
ثمة أوحال كادت تطمسنى لولا الفراشة التي اندفعت في وهجى .. فحررتني .. وعادت بي إلي القمر الملون بالأحلام .
*****