كانَ يَسعى..
هل سَبَقَ و أن رأيتَ أحدُهُم يَسعى! أحدُهُم يَسْعى لأنّه يتكبّدُ نضحَ زفير لطاقةٍ مُسيّرة تُختزلُ في لحمِهِ المَلبوس.
كانَ واحداً يَسعى..
و ذابَت نظّارته من حرارة الشّمس المُعلّقة في المَسْعى، و ساحَت جلدةُ قدمهِ من تكرار الاحتِكاكِ مع قشرةِ أرضِ لم يجد غيرَها، و انتفخَت أحشاءُهُ من ناحيةِ البَطن لتعفّن بكتِيريا لمْ تجد ما تقتات عليهِ حتّى انفجرَت كلُعْبةٍ تُفاجئُ الأطفال لَمْ أقُل أنه كان يَجتهدُ فهو لَن يفعَلَ خشيةُ النّدم عند استلام مكافأتِه.
كانَ خامِلاً يَسعى..
لأنّ فخذاه يختنقان عندَ المكوثِ طويلاً؛ تماماً مثلَ الحمار الذي لا يقوَى إلاّ على الاستمرَار.
كانَ دائماً يَسعى..
ليتحاشَى أن يتأمّل عُنْوَة فيَضِلّ!
لأنّهُ لن يطمعَ يوم في ابتداءٍ أو انتِهاءٍ تنازُلاً عن غريزةِ الرغبة أو العَطاء.
كانَ ساكِناً يَسعى..
فالجميعُ كان هُناك يَسعى أو لَم يكُن هُناكَ أحَد على الإطلاق!
ستكونُ حماقةٌ و فضولٌ خسيس.. لو قدّمت لهُ كرزةً وهو يَسعى.