صباح جديد تكمل فيه الحاجة هادية عاماً ينقضي وهي في أزهى خريف العمر، فهذا الجمال كالسماء لا يعكر زرقتها غبار الرماد، من هنا عبرت عساكر الجيش التركي على الخيل الأصيلة، نفس الدرب عبرته ناقلات جنود الجيوش البريطانية، ووطأت حوافر خيل فرسان الجيوش العربية نفس الدرب، أما الحاجة هادية فلم يهز كيانها زلزلة الأرض بمجنزرات الغزاة تحاصر حلمها.
عبرت المنطقة الفاصلة بين شطري المدينة، اقتربت من المكعبات الإسمنتية، اعتصرت أغراضها اثر انطلاق رصاصة ارتطمت بالجدار المحاذي لها وارتدت لتدمي وجهها، ورده بنت الأربعة عشر ربيعاً، جندي حاول أن يهديها قبلة من فوهة حضارته الرابضة خلف المتراس في عيد العشاق.