تعبد رجل وزهد في الدنيا , وبينما هو في معبده جاءه ملاك , ليختبر زهده وعبادته , فقال له :
- إن الله قد أباح لك أن تسأله ثلاث مرات , بشرط أن تسأله كل مرة حاجة واحدة لا غير , وسيستجاب لطلبك مهما كان الأمر .
فرح الرجل , وظن أن الله كافئه على زهده وعبادته , فترك المعبد وأسرع إلى زوجته يخبرها بأمر الملاك ورضا الله عنهما , وكانت امرأة فقيرة مثله , ففرحت هي الأخرى , وتوسلت إليه أن يجعل السؤال الأول لها , فقال :
- اسألي فقالت :
- يارب اجعلني أجمل نساء الدنيا , ومن اللواتي بخطبهن الملوك
فأمن الرجل على قولها , فتحولت في لحظة إلى أجمل النساء , ولكنها بعد أن صارت كذلك بدأت تحتقره , وما إن مر أسبوع واحد , حتى شاع خبر جمالها في طول البلاد وعرضها وعلم الملك بجمالها فاحتال بمساعدتها على الرجل واغتصبها منه وهنا دعا الرجل لربه وقال :
- يارب اجعلها أقبح نساء الدنيا , يطردها الناس من على أبوابهم مثل طردهم الكلب الأجرب .
فاستجاب له ربه , وتحولت الزوجة المغرورة إلى أقبح امرأة في الدنيا , فتخلى عنها الملك وطردها من قصره وكذلك طردها الناس , فجاءت إليه نادمة على ما فعلت باكية متوسلة , فغفر لها , وقبلها على الرغم من قبحها , وكان قد بقى له سؤال واحد , فأراد أن يسأل ربه أن يغنيه ويعوضه عن أيام الفقر والحرمان , ولكن زوجته توسلت إليه من جديد , مقبلة يديه وقدميه , وطلبت منه أن يسأل ربه أن يرجعها كما كانت أولا , فسأل الرجل ربه أن يرجعها كما كانت أولا . فاستجاب له ربه , وعاشا كما كانا فقيرين ولكن سعيدين .