شرم وأقراط
بعد عقود من التجوال العقيم ،عثرت الحاجة هادية على كلمة السر ،وفهمت أن مفتاح الوطن ليس كمفتاح الدار ، يسهل استنساخه من دكان الحداد .
وعندما أسندت قامتها المنحنية ، صدرت عنها زفرة تتصدّع لها الجبال ونظرت في يدها التي خلت من خواتمها الصغيرة بعد أن ضاعت في العجين ،وتحسست شحمت أذنها وأحست كأنها تنزف من جديد عندما صنع لها مستوطن شرما بعد أن شد القرط وانتزعه ورماه . انسحاب
كيف وبأية آليات جهنمية تم التوصل إلى هذا التقدم إلى الخلف ..؟، تحدث جارتها من شباك منزلها المجاور للبيوت التي استولى عليها الغرباء في قصبة المدينة , فها هي المجنزرة تداعب سيارتنا على رصيف الشارع وهي تهز ذيلها كهرة ذليلة هاجمها أسد جائع ، في حين تطرب إذاعاتنا مسامع العرب والعجم بأخبار الانسحاب .
جسد وورد وسنابل
تحول الجميع إلى أضرحة رخامية ، أين القبيلة ؟ أين ….. الشهامة ؟ تصلبت في عروقهم النخوة ، هل الثوب أغلى من جلد الإنسان ؟ أم أن الرغيف أثمن من الحرية …..؟ .
بالأمس أبعدوا ابن الجيران إلى غزة ، لن يستطيعوا قتل جذوة الحياة فينا ، كيف يفصلون بين الوردة ورائحتها ، بين السنبلة والرغيف ، أو بين الجسد وذرات التراب .