امرأة ذات جسم ممتليء وعينين خضراوين ، عندما كانت طفلة أخذتها أمها إلى جماعة من النور زرعت لها نقاط من الوشم أسفل الشفة السفلى ، تلك المرآة لها ذاكرة حديدية ، عشقت رجلا لم تره بل سمعت عنه في أحاديث الرجال تمثل لها شابا جميلا قويا ، حفظته في المخيلة ونبضات القلب .
عندما سمعت خبره ، على لسان بنات الحي تسرب من حلقات الرجال وشبان الحي ، سكن في عينيها طيف حزن ، بعد ان تحول إلى ملح أيامها العجاف ، فأقامت له ملطمة وعلى وجهها الموشوم كان للأسى لون الدم سال عل خدها ساعة أقامت طقوس الموت .
أزقة ضيقة
في فضاء المساء الدفيء، عندما كانت الشمس ترسم نهايات النهار في سماء قائظ وكانت تلوح في الأفق احتمالات حرب قادمة .
رقصت الدموع في مقلتي الحاجة هادية وتبعتها نساء الحي لتنفرط عقد الحكايات من أفواه النساء عن أحلام لم تكتمل ،وأخرى ماتت في عتم الحياة القاسية ، تداخل الأطفال بين سيقان أمهاتهم لحظة مرور طائرة في السماء ذكرتهن بالحرب المحتملة .
بعضهن لم تستطع مغالبة حزنها فبكت وأبكت الجميع فاغتسلت وجوه الأطفال ، الذين نسيت أمهاتهم في غمرة التعب أن تغسل وجوههم قبل أن يخرجوا إلى أزقة العمر الضيقة .