-1-
" رغبة / حُلم "
- سأطرزه بريشة قوس قُزح, ليُبهج ناظريّ !.
مليئاً بتلاوين سماويّه لا تشبه أي زخارف أرضيّه.
أريده أن يكون كما الغيم في بياضه, وكما المطر في رذاذه
وكما النجوم في لمعانها.
أريدُ أن تشع منه الحياة كما لو كان هو-وحده- نقطة ارتكازها !
ببساطة شديدة/ تنهيدةُ فرحٍ مع نفسٍ من المُشاغبة كافية لصناعة ذلك { الحُلم } ! .
هه.. { حلم } ! ..
وهل اعتدنا -نحنُ- على صنعةٍ دونه !
بمُنتهى البراءة اعتدنا على ذلك مذ أن كانت مُعلمة الفصل ذات النظارة
السميكة المُتكأة على طرفِ أرنبة أنفها المغمور في وجهها الساخط .
تُوبخنا على خربشاتنا البريئة الحالمة المُندلقة بشغب على السبورة الخضراء التي
تشهد كل يوم عنوان درسٍ يجترُ الغيثان من أذنيه, وتاريخ اليوم من عيونه !
نصنع ذلك الموسوم بــ { حُلم }, كما تصنعه بحنكةٍ بالغة- جدتي المُتحذلقة- من
رمادٍ مدفأتها الخشبية شتاءً عندما تقرضُ البرودة أطراف أصابعنا المُنهكة من
العبث في الطين.
نتحلق بخفة حولها كنحلٍ في خلية عسل, نستلهم منها ذاك
الحلم النابض, حتى تتورد به أقدامنا الصغيرة من جديد.. نحشره في ثنايانا
عنوةً طمعاً في الوجود.
"""
هكذا نصيغ أحلامنا إذن !, وهكذا نطبعُ فيها ذواتنا
كما نُريدُ أن تكون, كما نودُ أن تكون, وكما نُحبُ أن تكون !
"""
-2-
" انفراد / وجود "
- يالكِ من أنثى مُشاكسة !
أخيلتكِ..أحلامكِ..تصاويركِ..فلسفاتكِ, تقفز فوق الدهشة !
تتأبطها وتختال بها دون لفتةٍ- مُشبعة بالشغب- إلى الوراء ..!
- هه, مُشاكسة !
" تُعيدها مرّه أخرى وقد هرولت مُقلتاها تتسابق بجذل نحو مفترق أنفها الصغير..
{ هه }
م ش ا ك س ه !.
تمطُ شفتيها المُكتنزتين فتنةً, وتشعلُ عينيها المُحتشدتين دهشةً:
- ربّما ! .. وبقدرٍ
يجعل اللؤلؤ ينفرط فور انعقاده طوقا
والأقحوان البري يزدهر بعد نوبةِ جفافٍ صحراويّه
وعجين الخبز يختمر بعد تناسل الفطريات عليه !
تُحب أن تستنطق الموجودات واللاموجودات
تجعلها طواعيّه لما تُريد
تُبرد وجود الأشياء بوجودها
تُحب أن تُملي ذاتها على كل ما حولها..
كائنٌ حيّ..انسان..نبات..حيوان
أو حتى حماد عابرٍ يسترقُ من اللاكون شهقة !
"""
قدرنا أن نكون في كل شيء..وإلا لم يُكن هناك شيء ! "
"""
-3-
" حقيقة "
أن يولد هذا الحُلم كائناً حياً -أراه بضوء عينيّ-
يتنفس..زفيراً وشهيقاً دفعةً واحدة
يأكل..يشرب..يتمدد
يسترخي..يغفو..وحتى ينام
يحلم بحلم أكبر..أفضل وأعظم !
شيءٌ لا يشبه سوى الحقيقة بعد رغبة الوجود !
"""
كل لحظة تنمو في ذواتنا أحاسيساً جديدة..
كل لحظة تنمو أكثر من ذي قبل..كل لحظة نستشرفُ حياةً أخرى..
لهذا نحنُ نكبر..لهذا نحنُ نحلم..لهذا نحنُ نعيش
ولهذا يموتُ بعضنا أحياناً !
-أحلام-
"""
بنبض:
شهرزاد