علنا في زمن ما نلتقي..................في عهود قادمة
عندما يصبح للأيام طعم اللوز والسكر

يا حنيناً يسكن العظم......................................

ما هذه الرسالة الغريبة ذات اللون الأصفر؟

هي ليست شكوى......إذا لماذا وضعت في صندوق الشكاوى الخاص بالطلبة؟ هذا الصندوق كان اقتراحا من عميد جامعة قار يونس.

..يوضع أمام مدخل كل قسم بكلية الآداب...

وحيث أنني المعيد الليبي الوحيد بين أساتذة هذا القسم تم تكليفي بفتح هذا الصندوق ودراسة شكاوى الطلبة والطالبـات لنتعاون على حلها .......

كانت معظم الرسائل السابقة تحوى مشاكل عادية تواجه الطلبة والطالبات أثناء دراستهم الجامعية...

ألقيت المحاضرة الأولى ثم مررت على مقصف الأساتذة حيث عم حسين السوداني ذو الابتسامة الرائعة وأبنته زهرة ذات العشرين ربيعاً التي تساعده في إعداد الطلبات...

- السلام عليكم ..

- وعليكم السلام أستاذ فيتورى...كيف الأحوال ؟

- بخير... هل طلبي المعتاد جاهز ؟

ردت زهرة: نعم ..نعم... سوف أجهزه لك ..كوب حليب مع شاي وبسكويت جاف...

ودفعت كرسيها المتحرك للداخل حتى تجهز الطلب.

- ماهى أخر أخبار علاج زهرة يا عم حسين ؟

- لازالت تتلقى مضاداً للالتهابات حتى لا تزداد تقرحات الرجلين.

ثم أردف قائلاً : الحمد لله على كل حال .

بعد الإفطار ذهبت إلى صديقي الدكتور هاشم العراقي أستاذ علم النفس حتى أخبره بموضوع الرسالة الغريبة ..لانه يساعدني دائما في أيجاد الحلول لكل المشاكل بحكم خبرته وتخصصه الدراسي .

نظر الأستاذ هاشم للرسالة بإمعان...

- هممم ....ما هذه يا أستاذ يا محترم...زمن اللوز؟ وسكر أيضاً؟؟

- وجدتها هذا الصباح في صندوق الشكاوى.

انطلقت الكلمات من فمه مثل المدفع شارحاً لي أموراً حول نوعية الخط وبٌعد الحروف عن بعضها ودقتها وترتيـب الكلمات والتحليل العلمي للخط .

ثم قال :

صاحب هذه الورقة فتاة.....

أجبته وأنا أبتسم:

- أفادكم الله.....وماذا أيضاً؟

- هل عندك شك في صحة تحليلي للخط.........خذ رسالتك وأذهب عنى .

- لا .لا. لم أقصد ولكنك لم تحل لي المشكلة فلدى في القسم مائة فتاة على الأقل. أريد أن أعرف المزيد..

- المزيد؟؟؟هممم.. أنتظر للغد حتى تكتمل الأبيات.....عندها ستعرف.

بعد أسبوع وقد مللت من الانتظار إذا بي أجد رسالة لها نفس اللون...صفراء.

مزقت المظروف بلهفة....


علنا في زمن ما نلتقي..................في عهود قادمة

عندما يصبح للأيام طعم اللوز والسكر

يا حنيناً يسكن العظم....ويبلى العظم والأحلام تكبر....

وينوء الصدر بالأحزان.............. والأحلام تكبر...........

أيا حلما ًراودني في الليالي الخضر من عمري................

جاورني.....ثم جاوزني ولوح لي ومضى

ولولا.......................................

انتهت الرسالة ولم وتكتب أسمها هذه المرة أيضاً....من هي ؟لما كل هذا الغموض؟

أصبح معرفة أسم صاحبة الرسالة هاجسي...راقبت الطالبات ودرست تصرفاتهن لعلى أستنبط منها بعض المعلومات,و لافائدة.

مر العام الدراسي بسرعة ثم انشغلت وأساتذة القسم بأعداد الامتحانات النهائية....

وذات صباح مررت بمقصف الأساتذة فوجدته مغلقاً ..سئلت عن السبب فعلمت أن عـم حسين يرافـق أبنته زهـرة المريضة بمستشفى الجراحة.

مساءً ذهبت لزيارة زهرة في المستشفى...فلم أجدها .

في الصباح وجدت ورقة نعى على لوحة الإعلانات تحمل أسم ((زهرة حسين )) ...

ذهبت رفقة أعضاء هيئة التدريس لتقديم واجب العزاء.....

وعندما حان وقت انصرافنا...جذبني عم حسين من يدى بعيداً عن بقية الأساتذة وقال لي والحزن يغلف كلماته:

- عندي أمانة لك ……من زهرة .

ومد يده بظرف أصفر اللون .

ذٌهلت....ولم أستطع أن ألمس الرسالة ....إذا هي زهرة.

- خٌذها ......كان هذا أخر طلب سمعته منها .

كان مكتوباً بها :

علنا في زمن ما نلتقي..................في عهود قادمة

عندما يصبح للأيام طعم اللوز والسكر...............

يا حنيناً يسكن العظم....ويبلى العظم والأحلام تكبر....

وينوء الصدر بالأحزان.............. والأحلام تكبر....

أيا حلما راودني في الليالي الخضر من عمري

جاورني.....ثم جاوزني… ولوح لي ومضى…...

ولولا نبضة حرنى ......بعمق القلب مدفونة…...

ثرى الآمال يدفئها ........ببعض النسغ يحييها....

لما بالحب أمنا….

وأمنا بأن الحب عصفور سماوي النداء اخضر…..

وان الحب لا يقهر .............

وأننا لابد يوماً نلتقي............

في عهود قادمة .....…........

عندما يصبح للأيام طعم اللوز والسكر,,,,,,

عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية