- لقد سرقوا محفظتي...لقد سرقوا نقودي .

كانت العجوز تصرخ وتولول  في الناص . فطلب السائق الذي توقف  أمام مركز الشرطة في منطقة  "اقسراي  "  من الركاب عدم مغادرة أماكنهم  . ريثما يتم التحقيق في ادعاءات المرأة واكتشاف السارق الذي سطا على  نقودها . فبدا بعض الركاب يتذمرون فيما التزم الآخرون الصمت ،ربما حبا في الاستطلاع  ومعرفة نهاية تلك القصة . .

صعد مفتش الشرطة إلى الناص  وراح يدقق  في وجوه الركاب  الواحد تلو الأخر.  ثم سال  المرأة العجوز قائلا :-

- كم كان بحوزتك من نقود ؟

قالت :

- مبلغ كبير. لا ادري كم  ياحضرة المفتش .

رد المفتش :

-آه  مبلغ كبير؟!.

من تتهمين بسرقة نقودك ؟

التفتت العجوز حولها . ثم أشارت بإصبعها إلى شاب اسود كان يقف بالقرب منها في مؤخرة الناص :

- هذا هو  ياسيدي .

-هل أنت متأكدة مما تقولين ؟

- نعم لقد كان ملتصقا بي طوال الطريق .

طلب المفتش من  المرأة  والشاب الأسود . الذي تبين فيما بعد انه طالب عربي . اصطحابه إلى داخل مركز الشرطة لاستكمال التحقيق . حيث أمر رجال الشرطة المتهم  بإخراج كل ما في جيوبه من أوراق ونقود . ثم قاموا بتفتيشه للتأكد من انه لا يحفي شيئا  في جيوبه . ثم اقتادوه إلى غرفة المفتش الذي بادره  قائلا  :

- من أي بلد أنت ؟

- انأ من الأردن ياسيدي

- وماذا تفعل هنا في اسطنبول ؟

- انأ طالب ادرس في السنة الرابعة بكلية الطب  .

وأضاف الشاب  بغضب :

- لا تصدقها ياحضرة المفتش أنها تكذب . أنا لست بحاجة إلى المال كي اسرق .أهلي دائما يحولون لي ما يكفيني  لكي ادفع نفقات دراستي ومصاريف إقامتي.هنا . هذه العجوز تكذب . .

قال المفتش بعد أن راح  يتفرس في وجهه ووجه المرأة   :-

- ماهي مصلحتها في أن تكذب ؟ ولماذا اختارتك أنت دون الركاب الآخرين ؟

- لا اعرف . اسألها  ياسيدي .

التفت المفتش ناحية العجوز وطلب منها إبراز هويتها .  ثم سألها قائلا  :-

- ابن تسكنين ؟

-في شيشلي ياسيدي

 قال المفتش بحنق :

- لقد فتشنا  الشاب ولم نجد معه المبلغ الذي تتحدثين عنه .

قالت العجوز وهي ترتجف :-

- انأ لا اكذب يا حضرة المفتش  .

- لا بل  تكذبين

 أعاد  المفتش النظر في بطاقتها مرة أخرى  .ثم رفع رأسه قائلا :

-  أنت يهودية  أليس كذلك ؟

- نعم ياسيدي  .وهذا هو الذي سرق نقودي .

- ألان عرفت السر .

قال المفتش الذي  أمر بإطلاق سراح الشاب العربي وإعادة  أوراقه إليه . ثم التفت ناحية المرآة  قائلا  :-

- سوف أقدمك إلى المحاكمة ، بتهمة الإدلاء ببلاغ كاذب والإساءة للآخرين.

- انأ لا اكذب ياسيدي..... .

انهارت المرأة العجوز وأخذت تصرخ  طالبة الرحمة  .بعد  أن اعترفت  بتلفيق القصة ضد الشاب العربي .  الذي صافح المفتش  بحرارة مودعا  :-

- ارايت ياسيدي المفتش .  كيف  يحاربوننا بهذه الطريقة








عليك تسجيل الدخول لتتمكن من كتابة التعليقات.

https://www.nashiri.net/images/nashiri_logo.png

عالم وعلم بلا ورق.
تأسست عام 2003.
أول دار نشر ومكتبة إلكترونية غير ربحية مجانية في العالم العربي.

اشترك في القائمة البريدية