آخر الليل:
دلف الجنود الى الجبانة في الهزيع الاخير من الليل بجثتين ، كان أولها جسد نحيل ، ممتد كأفق الغروب السرمدي ، خلته جسدي ، والجثة الاخرى ،جسد مقدد انكمش كطفل ، انها اختلاط الحلم بالدم في ملحمة الشهادة بعد ان تحولا الى قنبلتين بشريتين أريد لهما أن يدفنا سرا بدون مراسم تليق بعظيم ، انه الموت والميلاد .
عندها امتلاءت عيوني بالأصيل وقد كست دماء تلك الجثتين أفق الفجيعة ، كأن السيف أضاء ببرقه ديمومة الاحزان ، وهذه اللحظات حبلى بأحلام الترجل وجراح الفرسان . لحظة مجد :
سار بين الجموع كما يسير النهر في مجرى ، ضياء انه طفل الجراح البكر في شهره الرابع ، وقد توج فؤاده في ساحة الانشاد ، يسبح بلاده شعرا ونثرا ، وجد العاشقين الكاظمين ، تهادى كالفراش يشبع شعرا نهم سادة القوم في لحظة مجد .