لا شك في أن ابتعاد الحياة المعاصرة من حولنا عن الإسلام في جوانبها الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية وغيرها ، يحدث نوعاً من التناقض بين القيم والمبادئ التي يؤمن بها المسلمون و بين المخالفات التي توجد في تلك الجوانب من حياتنا .
والناس من حولنا ينقسمون في مواجهة هذا التناقض إلى الأصناف التالية :
أكثر ما يضايقني خلال الصيف عندما ترتفع درجة الرطوبة إلى فوق المئة في المئة، هو أن يأتيني قريب أو صديق مع عائلته، فما يحدث في مئة في المئة من الأحوال هو أن الضيوف يقررون المغادرة، ونبكش لهم: بدري يا جماعة.. ابقوا معانا شويتين.. زمن ما أتشاوفنا.. أيه رأيكم في كركديه ساخن؟ فيصرون على المغادرة بحجة أنهم يجب أن يكونوا في بيت مصطفى بعد ربع ساعة، وتخرج مع صديقك إلى باب البيت، وتقف معه في انتظار أن تهل ست الحسن حرمه،.. وبعد خمس دقائق من الوقوف أمام الباب مع الزوج تسمع صوت حرمه وحرمك، وتستبشر خيرا،.. لا يضايقني أن يزورني صديق أو قريب، بل أتمنى لو يزورني الناس ويقضون الليل معي ثم يتسللون خارجين في الصباح الباكر بدون طقوس وداع،.. فالنساء يقضين نحو ثلث الساعة في طقوس الوداع:
أهل دبي "شطَّار" في مجال التجارة وجذب الاستثمارات، ما في ذلك شك، بل نجحوا في شفط ما في جيوب أهل منطقة الخليج ببرامجهم التسويقية والترويجية المبتكرة، ومن الثابت أنك تستطيع أن تشتري في دبي سلعة بألف ريال تكلفك أربعة آلاف في دول الجوار،.. كل ذلك أمره هين، وأمر جزيرة النخيل ومجمع شاطئ الجميرة أيضاً هين، رغم أن معظم الوحدات السكنية فيهما آلت إلى علوج من أمثال ديفيد بيكام كابتن منتخب إنجلترا، ولاعب فريق ريال مدريد الإسباني حاليا،.. ولكن الأمور وصلت درجة لا يمكن السكوت عليها، فقد طرحت إمارة دبي الكرة الأرضية للبيع.. نعم فهناك مجمع سكني جديد اسمه "العالم" وبإمكان كل مستثمر أن يشتري البلد الذي يريده،.. هل تصدقون أن البحرين معروضة للبيع بنحو خمسة ملايين دولار؟
ذات مرة، وأنا أتجول في مدينة أبوظبي مع بعض الأصدقاء التقيت بسوداني، وهششت للقائه، ولكن كان باديا أنه لم يعرفني، وبالتالي لم يبادل ترحيبي به بحماس مماثل، واستاء أصدقائي لذلك، ووقفوا بعيدا عنا قليلا تفاديا لتبادل التحية مع رجل لا يحسن رد التحية من شخص يعرفه، ثم تعجب أصدقائي عندما رأوه وبعد تبادل بضع كلمات معي، يتلقفني بالأحضان السودانية التي تؤدي إلى بهدلة الملابس والقفص الصدري، ويتبادل معي أرقام الهواتف،.. وفارقته ولحقت بأصدقائي الذين سألوني عن ذلك الرجل، فقلت لهم إنه كان رئيسي في العمل عندما كنت طالبا وأعمل خلال الإجازات لتوفير مصروفاتي الدراسية.. وشرحت لهم أنه كان مديرا لمحل لبيع الأحذية كنت أعمل فيه.. وسألوني عن طبيعة عملي في ذلك المحل، فقلت لهم إنني كنت "بياعاً"!
ماذا نعني بالأمراض المعدية؟.. وما هي مسبباتها؟
الأمراض المعدية وباختصار شديد : هي الأمراض التي يسهل انتقالها من شخص مريض إلى آخر سليم.
ومسببات تلك الأمراض هي : "عضويات" ممرضة :
1. إما ميكروبات Microbes وهي كائنات حية مكونة من خلية واحدة ومنها نوعان: الجراثيم Bacteria والفيروسات Virus .
2. أو الطفيليات Parasites وهي كائنات حية بعضها مكون من خلية حية واحدة، والبعض الآخر مكون من خلايا عديدة. بعض هذه الطفيليات يمكن أن يرى بالعين المجردة وبعضها الآخر لا يرى كالجراثيم إلا بالمجاهر المكبرة.
قضيت أمسية الاثنين الماضي ضيفا على مايكل مور، وفيلمه المثير للجدل، فهرنهايت 11/9، وكنت أعرف سلفا الكثير عن محتوى الفيلم لفرط ما قرأته عنه في الصحف العربية والأجنبية، وكان المهم بالنسبة لي أن أحاول فهم السؤال: كيف يستطيع إنسان أن يجعل فيلما وثائقيا، عملا يحظى بإقبال جماهيري، يتفوق على ما تحظى به أفلام هوليوود التي تكلف مئات الملايين،.. ففيلم فهرنهايت خرج عن كل الأطر المتعارف عليها في صناعة السينما الجماهيرية،.. مثلا ليس فيه حسناء واحدة، بل ربما كان أجمل وجه نسائي يظهر خلال الفيلم هو وجه كوندوليسا رايس (فتأمل!)
زال العديد من الآباء والأمهات العرب يرغمون أولادهم وبناتهم على دراسة الطب، من منطلق "البرستيج"، يقول الواحد منهم: الولد بيدرس طب،.. ويحس ساعتها أنه صعد عدة درجات في سلم المجد الاجتماعي، ليس مهما عنده أن الولد كان يريد أن يدرس المحاسبة أو علم النفس، بل المهم أنه رفع رأس العائلة عاليا بدخول كلية الطب، ولهذا صار عدد كليات الطب عندنا أكبر من عدد رياض الأطفال، وصار القبول فيها أسهل من دخول الحمام في الأسواق العامة،.. بالطبع فإن دراسة الطب تضمن للدارس مستقبلا محددا وشبه مضمون، وإن صار الأطباء عاجزين عن توفير أساسيات المعيشة لعائلاتهم قبل انقضاء 12 سنة على دخولهم الحياة العملية.