يا سيدي يا رسول الله معــــــــــــــذرة مــاذا أقول ثناء طــــــــــــــــــــيبا فيك؟
لا الشعر يسعفني ولا البيـــــــان يفي وأنت فوق الكلام ،كيف يوفيــــــــــــك؟
إني لأرجو شفاعة تبـــــــــــــــاعدني من هول يوم مضعضع حنــــــــــــانيك
صلى عليك الإله في ضحى ودجى ووعده سيفيك وهــــــــــــــو يرضيك
أما كفاكِ ذهابًا؟!
قولي لنا بنيتي: ماذا لو دار الزمان بنَا؟
سليني: لماذا يا أبتِ هجرت عُشّنا؟!
لماذا خِلتها وحيدة أمّنا؟
وتركتنَــا
يصفعنا موج الهواء
فيردنا ريح الشتاء بلا رجلٍ يذبّ عنــا أفواه الجيران الجائعة
لأرغفة الحكايات الطازجة
وفي كل صبحٍ يلتهمون أخبارنا
صرنا حديث الموائد
كالعلك تلوكه الألسنة
صرنا النخيل بلا جرائد
بالنظرة الشمتاء يقذفننا،
صرنا القنافذ
بتنا نخشى النوافذ
لما يا أبي هجرتنا؟
من بعدُك يكفكف دمعنا
إذا عضّ الجوع بطوننَا
ينحني
يداوي بكفه حبةً من رملٍ خدشت طرفنا
مَن يهدهد هدبنا إذا ما تاه النوم عن عيوننا
شوقي إلى فتح الفتوح رهيبُ
لأكاد من فرط الحنيـن أذوبُ
وعلى الحدود أخوّتي مجروحة
وعلى بلادي النائباتُ تنـوبُ
**
وعلى الخدودِ تأسُّـفٌ يجتاحنـي
والدمعُ خَلَّفَ في الفـؤادِ نُدُوبـا
يا قدسُ طالَ البُعدُ وانْفَطَرَ العـلا
فمتى أراني مـن ثَـراكِ قريبـا
بانَ الهلالُ، متى يُشعشعُ نـورُهُ
بـدرًا يُجَلّـي أُفقَنـا المصلوبـا
كـم أرّقتْنـا سكـرةٌ وضميرُنـا
قد غارَ في عمقِ الدُّجى محجوبـا
وكرامةٌ جُرحَـتْ وأفـقٌ نـازفٌ
والرأسُ كـان مُطأطِئًـا مغلوبـاكُل مَنْ عَنْ مَرجِعِ العلمِ سألْ
وبإحقاق كراريسي انشغلْ
فإليك الثَبتُ مِنْ قائمتي
اعقل الحبل عليها واتكلْ
سأحبك بعد الثورة!
بعد انتهائنا من عصر الهمجية
وتوديعنا لوجوه العنجهية
فأنا الآن كأية فتاة دمشقية
لا ألقي بالًا للرومانسية
ويداي لا تجيدان قطف زهور حب وردية
سأحبك
حين نحظى بالحرية
فحماة تعيش مجزرة دموية
وحمص تبكي وترثي ضحكات طفولية
والأرض تكتسي بدماء حورانية
الصفحة 4 من 61