تظن
تَظنُّ أَنِّي صفحَةٌ بيضَاءْ
تَخُطُّ فِيها كُلَّ مَا تشاءْ
مِن أَلِفِ احترافِها الغُرورَ .. حتَّى الياءْ
وَهيَ تَظُنُّ أَنَّها
أُستاذةٌ فِي الأَمرِ والتنظِيرِ والتعبِيرِ ..
ذكرى النبي سنا أضاء بطاحــــــــــا
فأحال ليل الكائنات صباحــــــــــــا
إني بخير الخلق مشغوف لــــــــــقد
غالبت فيه الشوق حتى باحــــــــا
روحي تحذرني مآرب طينــــــــــتي
هلا ضلالا تنتهي و مزاحــــــــــــا ؟
ويلاه ما خبري و تلك سفائنـــــــــي
غيلت صواريها نوا ورياحـــــــــا ؟
تتجلّى بذكرِكَ الأكوانُ – والفَضاءاتُ بالسنا تَزدانُ
عبقٌ من أريجِ ذكراكَ ينسابُ .. فيزهو المكانُ والمَهرجانُ
يا رسولَ البيانِ أنتَ المُفدّى - لا يُجاريكَ في البيانِ بيانُ
والرؤى في عُلاكَ تختالُ تيهاً – يعجزُ الفكرُ عندَها واللسانُ
فإذا ما قصَّرتُ في القولِ عفواً – تفتَديكَ الأرواحُ والأبدانُ
من نورِ أحمد أضحى الكونُ محرابَا
يقفُو خطاهُ إلى الرحمنِ وثّابَا
الصبح يعزفُ طهرًا من ملامحِهِ
والقلبُ يطرق في معراجِهِ بابَا
يشجيهِ حبٌّ، ومثلي لا يفسّرُهُ
وربّ حب بحرّ الشّوقِ قد ذابا!
يا ليت حِبًّا هواهُ اليومَ يُسعفُهُ
ما ضرّهُ العذل، أو أثناهُ من عابَا
أيهذا الوطنُ المحكومُ ..
نفياً واغترابا
قد عشقناكَ سماءً ..
وهواءً وتُرابا
نَحنُ ما زلنا على عهدِكَ ..
لا نَخشى الحِرابا
نخبُكَ الموتُ ..
وأجبتهُ والحب أشعلَ خافقي
وتهامست في بوحها كلماتي
ويكادُ يشهق خافقي من نشوةٍ
وتكاد تصرعُني لظى نبضاتي
يشقى بكتمان الغرام أحبةٌ
كتموا الهوى عن خلسة النظراتِ
في هدأة اللّيل البهيم
والنّاس أسرى لذّة النّوم الحميم
وأنجم السّماء وسْنى ترقب الصّبح القريب
تركت أنجمي ووردي والحبيب...
أشقّ أجواز الفضاء بالحنين
الصفحة 15 من 69