انطلق أبو جهم بن حذيفة العدوي رضي الله عنه في معركة اليرموك يبحث عن ابن عم له، ومعه شربة ماء، فوجده جريحًا فقال له: أسقيك؟ فأشار إليه أن نعم. فسمعا رجلا يقول: آه، فأشار ابن عمه إليه؛ ليذهب بشربة الماء إليه، فذهب إليه فوجده هشام ،أخو عمرو بن العاص، ولما أراد أن يسقيه سمعا رجلا آخر يقول: آه، فأشار هشام لينطلق إليه أبا جهم بالماء، فذهب إليه فوجده قد مات، فرجع بالماء إلى هشام فوجده قد مات،
يذهب الألسنيون والأسلوبيون إلى أن الأسلوب ظاهرة ملازمة للعملية اللغوية، تتجذر في التعابير الإنسانية،ولها أثرها في القول،لا سيما النص المكتوب،نظرا لما يتمتع به من انتقاء التعابير،والقصدية في البث اللغوي،وهو يتجلى ابتداء من مستوى الجملة ويكشف عن ميزة صاحبه،كونه طريقة خاصة بالأديب أو الكاتب حسب نظر البعض. ويرى عدنان بن ذريل أن"الأسلوب هو الألق لقراءة الكاتب في كتابته،ويعود إلى الاختيارات التي يقوم بها المؤلف لمفرداته،وتركيبه فتصدم المتلقي بما فيها من انزياح عن جادة البيان العادية مما يؤكد أن الأسلوبية هي دراسة هذه الانزياحات،وإن تحايلاتها تطال اللفظ والمعنى على السواء". (1)
الصفحة 160 من 432