كمن يخاف دوماً ويتوقع أن يفقد أثمن ما يملك وقع علي خبر وفاة الباحثة الدكتور المهندسة نجوى عثمان. خلّفت وفاتها حزناً كبيراً في قلبي. فإني رغم البعد والغربة كنت أتابع أخبارها وانجازاتها و أقدّر إخلاصها في عملها و دأبها عليه. وفي نفس اليوم الذي بلغني فيه وفاتها، كنت أحدث ضيوفي عن إثنين من كتبها توفرا لي.
أول من بلور مصطلح (التناص) كمفهوم يعني علاقة بين النصوص تحدث بكيفيات مختلفة هو (ميخائيل باختين)ثم جاء بعده العديد من الأسماء،من أمثال : ( لوتمان،ريفاتير،جوليا كريستيفا،رولان بارث،وغيرهم) الذين اتفقوا على أن النصوص الأدبية، تقيم حوارا فيما بينها، وأن المدونة الأدبية ليست سكونية،بل هي دوما حاملة لحركة خطابية ،بين خطاب الآخر وخطاب الأنا،والقارئ هو الذي يلاحظ لعبة القراءة...
كدت أبكي لكلماتها الصادقة وابتعادها عن كل مساحيق التجميل، فما إن اقتربت من سمعي حتى ذاب كل الجليد بيني وبين ذلك النسق في الحديث والتعبير.
بل وأكثر، فأصبحت مدمناً عليها، فصرت أطلب منها أن تُعيد ما قالته مرة بعد أخرى، حتى أمست رديفة سمعي أينما ذهبت، فقد أحببتها لشجاعتها وصدقها الذي بات يُزهر في البلاد التي تغرب فيها الشمس، بالرغم من منع “الهواء النقي” و”الماء الصافي” و”التربة الجيدة” نتيجة “فيروس” يُسمى “الكيان الصهيوني” و”بكتريا” تُدعى “الإهمال العربي”.
الصفحة 164 من 432