منعطف تاريخي بكل معنى الكلمة هذا الذي تمر به المنطقة العربية ليس فقط لوجود دولة عربية تحتلها قوى عسكرية غربية في مشهد لم يتكرر منذ عقود بل لأن هذه القوات العسكرية جزء من رؤية فكرية شاملة أصبحت المنطقة كلها في مواجهتها دون أن تكون مستعدة لهذه المواجهة ، والمشكلة في أصلها مشكلة رؤية الذات العربية لنفسها وللعالم ولم يعد تأجيل الاستحقاقات ممكنا بعد هذا المنعطف ، أو هكذا يبدو .
هل هي الفوضى ما يسود العالم في هذه الآونة ام هي صراعات تلفّ مجمل الشعوب والبلدان والمناطق ؟
الظاهرتان تشكّلان ، على ما يبدو ، ظاهرة واحدة متكاملة . فالصراعات التي تتفجر وتتعمم بصيغ متعددة تؤدي الى نشؤ فوضى متسارعة الانتشار في كل الامصار .
العرب ( والمسلمون ) هم في هذه الآونة في قلب الصراع وبالتالي في قلب الفوضى . ليسوا كذلك بسبب موقعهم الوسطي الإستراتيجي بين شرق الاصالة وغرب الحداثة وشمال الغنى وجنوب الفقر وحسب بل ايضا لأنهم ، مختارين احياناً ومضطرين أحيانا اخرى ، مشاركون في قضايا خمس مفتاحية وساخنة تطبع حاضر العالم المعاصر وتسهم في إعادة تشكيله . انها قضايا إدارة العالم ، صدام الحضارات ، المقاومة والإرهاب ، النفط ، والهجرة .
في هذه القضايا المفتاحية ، ليس العـرب والمسلمون لاعبين دائما . انهم ، غالبا ، ضحايا او ادوات او مجرد ساحات لصراعات ولفوضى تنجم عن تلك القضايا الساخنة .
مفضوحٌ تماماً استخدام التيار الليبرالي - العلمانيون الجدد - للمنهج الإعلامي ( النازي ) المعروف : اكذب اكذب حتى يصدقك الناس ! وهو جزء من منظومة وسائلهم وأساليبهم العامة التي طالما وصفها الوالد حفظه الله بتعبير : متدرج ولكن مميت !
حيث دأب العلمانيون الجدد عبر أقلامهم الصحفية وأبواقهم الإعلامية على ترديد كثير من الافتراءات ضد التيار الإسلامي والمحافظ الذي يمثل غالبية الشعب الكويتي ، وذلك وفقاً لمنهجهم الإعلامي ومنظومة وسائلهم وأساليبهم الموصوفان أعلاه .
لقد عرف المغرب في السنوات الأخيرة تأسيس جملة من الجمعيات الثقافية في العديد من الأحياء الشعبية لاسيما بالمدن المغربية الكبرى وكذلك في المدن الصغرى وبعض المدن الصغرى وبعض القرى النائية وقد تكاثر تأسيس الجمعيات لدرجة اعتبر البعض أن العمل الجمعوي لم يعد ظاهرة فقط وغنما أضحى ظاهرة اجتماعية فلم يعد العمل الجمعوي هاجس النخبة والمثقفين أو من فعل الجمعيات الإقليمية والجهوية الكبرى عبر خلق فروعها في مختلف أنحاء البلاد لأنه أصبح يعبر عن حاجة لدى عدد متعاظم من المتعلمين وغير المتعلمين وعموم الفاعلين في الجسم المجتمعي مباشرة.
لقد أصبح العمل الجمعوي بالمغرب أكثر من أي وقت مض يرتبط بهموم وتطلعات قطاعات اجتماعية واسعة واغلبها كانت بالمس القريب قطاعات مهمشة عموما بل بعضها كان مقصيا محليا عن الحقل الفكري والثقافي علما انه في السابق كان الحقل الثقافي مقتصرا على المثقفين الكبار أو ما كانوا ينعتون كذلك عدما كانت الثقافة في برجها العاجي معيدة عن المواطن العادية.
منذ تم تكليف الدكتور احمد نظيف بتشكيل الوزارة الجديدة كثر الحديث عن الحكومة الإليكترونية وبدء الجميع في العزف على لحن الحكومة الاليكترونية التي ستنقل الإدارة الحكومية من عصر الملفات والأضابير وورق الكربون إلي عصر الكمبيوتر والديجيتال ( النظام الرقمي ).ورغم أهمية اللحاق بروح العصر وتطوير الإدارة الحكومية إلا أنه توجد مقومات لازالت مفتقدة في مصر فالحديث عن التطوير من خلال إضافة الأجهزة فقط هو حل جزئي ومسكن سيضيع مفعولة بعد فترة وجيزة.
الإصلاح والتغيير في العالم العربي، إشكالية استقطبت اهتمام الكثيرين. إلا أن الجدال حول هذه الإشكالية قام بمعزل يكاد أن يكون كليا عن تطلع المواطن العربي واهتماماته وعن دور الفعلي وإمكانية انخراطه في تفعيل آليات التغيير لتكريس الديمقراطية وحقوق الإنسان على أرض الواقع المعيـش.
لا غرابة في أن يزداد الاهتمام الفرنسي أكثر فأكثر بالشأن الجزائري هذه الأيام..بعد تبدد الغيوم التي كانت تحجب الرؤية عن الأفق السياسية والاقتصادية لأكثر من عشرية من الزمن.فالانتخابات الرئاسية الأخيرة التي نصبت للمرة الثانية مرشح المصالحة الوطنية الشاملة عبد العزيز بوتفليقة .يبدو أنها زادت من جرعة هذا الاهتمام وهذا الانشغال المفرط فيه.وبعد أن تبين للفرنسيين بأن مشروع الأصوليين في غلق الباب أمام الاستعمار القديم قد ولى وللأبد...