الراوي يقف على أطلال المكان والقاريء على أطلال الرواية
غالبا، تكون الكلمات التي يستخدمها الأفراد في الحياة اليومية أقل أهمية من تلك الطريقة التي يلقونها أو يكتبونها بها. فالكثير من الكلمات التي تعبر عن أشياء معينة يمكن توصيلها بسهولة ويسر لانجد لهما مثيلا سوى في التمثيل والإيماء، وكأن اللغة هنا، تقف على مفترق بين اللسان (القول) واليد والجسد ككل (الحركة) والطريقة النهائية التي تتم على أساسها عملية توصيل هذه الأشياء تعتمد على قدرات (الناقل) الذي عبره تصل الأشياء بمعانيها الحقيقية إلى المتلقي. مهمة الناقد أو محب الأدب، شاقة هنا إذا، فلو كان علينا أن نتعاطى مع الأدب كشيء فقط. لأمكن أن نجد أنفسنا في نهاية المطاف مكتفين بتحديدات تقريبية مخيبة للأمل، لذا يبدو مشرعا وضروريا طرح التساؤل عند قراءتنا لأي عمل أدبي يتمحور حول مدى أهمية العمل من جهة ومشروعيته وارتباطه بالأدب (المصنف إليه) من جهة ثانية.
"عجائز الطرقات
يستجدون بسمة عابر
فى وجوههم مرايانا
وفى حدبة العمر
أيامهم معلقة فى ذكرى
كسنام يواجه فيض الصحراء
فى العربات وعلى المصاطب والممرات
يتجمعون
تتبعهم بروق مخمدة وعواء مسحوق..."
انها أولى القصائد المنشورة فى "مختارات شعرية" للشاعر العمانى "سيف الرحبى", ضمن سلسة "مختارات عربية" التى يرأس تحريرها "د.شاكر عبدالحميد",عن هيئة قصور الثقافة بالقاهرة.
مخطئ من يظن أن "أصداء السيرة الذاتية" للكاتب العالمي نجيب محفوظ هي جزء من سيرته الذاتية أو هي سيرته الذاتية كلها، مثلما فعل العديد من أدبائنا المعاصرين عندما فكروا أن يكتبوا أو يترجموا لحياتهم الشخصية والأدبية، مثلما فعل طه حسين في "الأيام" وعباس محمود العقاد في "أنا" و "حياة قلم"، ولويس عوض في "أوراق العمر"، ونجيب الكيلاني في "تجربتي الذاتية في القصة الإسلامية" و .. غيرهم.
بزغت في السنوات العشر الأخيرة في سماء الإسكندرية أصواتٌ قصصية جديدة، أضاءت الحياة الأدبية فيها، وبدأ بعضها يلمع ويحتل مراكز متقدمة في المسابقات الأدبية التي تقيمها نوادي الأدب التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، ومراكز الشباب التابعة لوزارة الشباب والرياضة، والأهم من ذلك أن تلك الأصوات تمتلك الموهبة والفهم الحقيقي لكيفية بناء القصة، ومعالجة القضايا الإنسانية أو الاجتماعية بل العلمية والدينية، وغيرها في قالب قصصي، وأنها تعرف الفارق الفني بين القصة القصيرة، والخاطرة أو الصورة الأدبية، والرواية القصيرة أو النوفلا، وغيرها من الأشكال التي يقع في حبائلها غالبا معظم الكتَّاب الجدد الذين يخطون خطواتهم الأولى في عالم القصة القصيرة.
وسنضرب أمثلة بخمسة كتَّاب أسهموا في اتساع رقعة المشهد القصصي السكندري وهم: تهاني عمرو موسى، ومحمد عطية، ومجيدة شاهين، ومنير عتيبة، وفؤاد الحلو.
قراءة في المجموعة القصصية "انتحالات عائلة" للقاص العراقي عبد الهادي سعدون
"انتحالات عائلة" هو عنوان المجموعة القصصية الجديدة للقاص عبد الهادي سعدون التي صدرتْ عن دارَيْ "أزمنة" و"ألواح" للنشر والتوزيع، وقد ضمت المجموعة تسع قصص.
عمد القاص على جعل قصته "حراكة"، في مطلع قصص المجموعة، وهي قصة أُناسٍ يبتكرون حكايات لهم تكون سبباً مُقنعاً للهرب من أوطانهم، وبطله-هو يُحاول أن "يبتكر" أيضاً حكايته، وبما أن الحكاية من نسج الخيال وحسب، فقد أطلق القاص العنان لخياله الخصب لينسج حكايته المفتعلة فتكون سبباً لوجوده في عالمٍ آخر.
قراءة في رواية "الحلم المزدوج" للقاصة الفلسطينية دينا سليم
الحلم المزدوج رواية للقاصة الفلسطينية دينا سليم يتصل فيها الواقع بالخيال، وترتبك فيها المكان في مواجهة الزمان، وتتحرك شخوصها في إطارٍ من الوهم والتخيُّل والتخاطر المتواصل، فهي لذلك لا تخلو من الرمز إنْ لم أقلْ تغرقُ فيه، ولكنها لا تبتعد كثيراً عن ملامسة الواقع على نحوٍ تقصد الروائية إليه بعمديتها ووعيها الحكائي.
( شيءٌ يخصًّ الروح) مجموعةٌ شعريةٌ للأديب الشاعر والروائي شوقي بغدادي..صدرتْ عن اتحاد الكتاب العرب للعام 1996 وتضمُّ 17 قصيدة في 212 صفحة من الحجم المتوسط...صدر له في مجال الشعر ( أكثر من قلب واحد،ليلى بلا عشاق، بين الوسادة والعنق...إلخ) وفي مجال القصة( دربٌ إلى القمة، مهنة اسمها الحلم، بيتها في سفح الجبل...إلخ)