تتجلّى في عيدك الأكوانُ
والفضاءات بالسنا تزدانُ
نفحة من أريجِ ذكراك تنسابُ
فيزهو المكان والمهرجانُ
والرؤى في علاك تخطرُ تيهاً
يعجزُ الفكرُ عندها واللسانُ
وَقَفْتُ عَلَى بَابِكُمْ
وَالمَسَامِيرُ دُقَّتْ ..
عَلَى النَّعْشِ
وَالمَوْتُ قَدْ حَدَّقَتْ
مُقْلَتَاهُ إِلَى مُهْجَتِي
وَكَانَ الأَرِيجُ ..
كَرِيهـاً إِلَى النَّفْسِ
مُنْذُ تَعَطَّرَ هَذَا القَمِيءْ ..
خذوني دارَ ياسينٍ خــــــذوني
وألقوني بغـــــــــزّة واتركــــوني
خذوني أشــهد الأحــداث فيها
وأســـمع صوت قصـــفٍ أو أنينِ
أروني حال إخــــواني وأهلــي
ومن هم بالكــرى قد زاورونــي
جميعنا يشهد نحر الأضاحي صباح يوم عيد الأضحى المبارك، ونسمع الخراف "تُبمبع"* قبل الموت. أما خروفنا كان له رأي آخر؛ فهو لم "يبمبع" ولم يتمنّع، بل كان صامتاً خاشعاً راضياً.
وشعرت حين فارق رأسه جسمه أنه كان ينشد أبيات شعر ، أبيات لم أكتبها أنا، قالها الخروف رحمه الله:
إذا ما الصبح أسفر يوم عيــــدٍ
لعَمْري قد بـدت ظلمات ليــــلي
جُد بغزير الدمعِ ولا تبخلْ
وابكِ لذكرى الحبِّ الأمثلْو
ابكِ على أيامٍ لا أحلى
أو أبهى في القلبِ ولا أجملْ
الصفحة 21 من 69