عَقْدَانِ مِنْ زَمَنِي أُقَاسِـي دُونَمَا
أَمَـلٍ يُوَاسِينِي وَنَحْسِـي لاَ يَلِينْ
أَسْعَى لِنَيْلِ وَسِيلَـةٍ أَحْيَـا بِهَـا
وَأُزِيحُ جُوعـاً كَافِـراً يَا مُؤْمِنِينْ
بَوْحُ اللَّيـاليَ مَسْـتورٌ مـعَ الظُّلَمِ
وَنَـوْحُ قَلْبِـكَ مَرْصودٌ عَلى النُّجُمِ
يا ساكنَ الأيْكِ هَلْ في الأَيْكِ مِنْ بَرَدٍ
حتّى سَلَوتَ و قلبُ الجارِ في ضَرَمِ
ما بالُكَ الصَّمتُ قدْ شابَتْ ذوائِبُهُ
وكانَ صَوْتُكَ سمّاعـاً لذي صَمَمِ
هَلاَّ انْتَفَضْتِ كَمَا قَدْ كُنْتِ فِي القِـدَمِ
أَمَا مَلَلْـتِ مِـنَ الأَغْـلاَلِ وَاللُجُـمِ
إِنَّ الأُلَى غَدَرُوا بِالأَمْـسِ قَدْ قُـبِرُوا
وَأَصْبَحَ الصُّبْـحُ بَعْدَ النَّزْفِ وَالأَلَـمِ
في الذكرى التاسعة والخمسين للنكبة
سافرتُ .. وجرحي أزمانا ما هنتُ .. ولا وطني هانا
وعصا الترحالِ .. تلازمُني فكأنّا صرنا صِنوانا
إن كنتُ نأيتُ .. فقسراً .. لا حباً في النأيِ .. وهِجرانا
القلبُ حزينٌ .. والأحزانُ .. .. تشدُّ إليهِ الأحزانا
والجرحُ عميقٌ .. لا يشفى جرحٌ قد مسّ الأوطانا
سافرتُ .. وما زالَ المشوارُ .. .. كأنّي أبدأهُ الآنا
كابدتُ الغربةَ أشكالاً .. وخبرتُ اللوعةَ ألوانا
وحملتُ الجرحَ سنينَ سنين .. .. شتاتاً .. نفياً .. حرمانا
الصفحة 22 من 69