قد يظن البعض أن النكبة الفلسطينية محصورة في اليوم الخامس عشر من شهر أيار / مايو 1948 . وحقيقة الأمر أن هذا اليوم في التاريخ الفلسطيني الحديث قد أصبح عنوانا ومدخلا إلى النكبة الفلسطينية التي ابتدأت فعليا قبل هذا التاريخ ، و هي لم تقف عنده ، وتجاوزته بتداعيات وإفرازات كارثية ، أضيفت الى سجلها طيلة ما تبقى من القرن العشرين المنصرم ، لتدخل القرن الحادي والعشرين وما زالت مفتوحة على المزيد من المآسي .
تظل القضية الفلسطينية على مدى صراخها الطويل العالق في الحلقوم ، وكل هذه القبور المحاطة بالشموع على امتداد ستة عقود ، تستعصي على كل المحاولات العقلانية المبحرة في التحليل ،والتي تلجأ إلى دراسة الظواهر من حيث علاقة الأسباب بالمسببات أو المقدمات بالنتائج، كما لو أن القمر شعره معقوف ..!
ما أن أدخل قاعة دراسية أو مكتبة لإحدى كليات جامعة الكويت في يوم السبت من أي أسبوع حتى أشاهد أعدادا من جريدة (آفاق) الجامعية مرمية على الطاولات، وما أن أمشي في ممرات الكلية حتى أرى أعدادا كثيرة من نفس الصحيفة مرمية على الكراسي وفوق الخزائن وعلى الأرض، فيوم السبت هو موعد صدور الصحيفة المميزة.
لو فتحنا معاجم وقواميس المفردات العربية سنجدها تتفق على مفهوم " الأمي" هو من لا يعرف القراءة والكتابة ... ولكن ماذا يسمى من يعرف القراءة ولا يقرأ ويعرف الكتابة ولا يكتب؟
فالقراءة والكتابة هما كالماء والهواء في حياة المثقف الذي يعيش و يعاصر المجتمعات المتحضرة، فأصبح انعكاس عقلية الفرد ومستوى ثقافته على مرآة المجتمع هو المقياس التي تقاس منها الشعوب بين مختلف بلدان العالم .
لم تحظ قضية في العصر الحديث ، بما حظيت به القضية الفلسطينية ، وها هي على وشك أن تنهي عامها التاسع والخمسين ، وتدخل الستين ، بهذا الكم الهائل من القرارات الدولية والمؤتمرات واللجان واللقاءات والزيارات والتحركات والطروحات والرؤى واللقاءات وغيرها الكثير الكثير من شاكلة هذه الآليات السياسية .
ثمانون بالمائة من أعضاء مجلس الشورى –السعودي- وافقوا على فكرة تغيير الإجازة الأسبوعية إلى الجمعة والسبت. الأقلية المعارضة تعللت، على ذمة إحدى الصحف، بكون التغيير المقترح "لا يجوز شرعاً، كما أنه لا يتناسب مع العقيدة الإسلامية، معتبرين أن إجازة يومي الخميس والجمعة هي من الخصوصيات السعودية". لنترك مجلس الشورى وشأنه. لن نتطرق لآليات صنع القرار في هذا المجلس العتيد.. ولا لمآلات قراراته وتوصياته. كما لن نتطرق لجدوى الإجازة ولا لموقعها من أيام الأسبوع.