دأبت المراكز و معاهد الدراسات الغربية على جمع كل شاردة و واردة عن الحركات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي , وقد أصبحت هذه الحركات مدار تشريح وتحليل و متابعة معلوماتية دقيقة حتى من قبل الأجهزة الأمنية الغربية التي كانت وما زالت متخوفّة من أنّ يكون الوجود الإسلامي في جغرافيتها هو إمتداد لفسيفساء الحركة الإسلامية بكل تفاصيلها في البلاد العربية والإسلامية.
كانت دول شمال أوروبا السويد والنرويج والدانمارك و فنلندا و إيسلندا تعتبر نفسها دوما مغايرة ومختلفة عن بقية الدول الأوروبية ذات الإرث الإستعماري والتي تزعمّت أمبراطوريّات إحتلت لمئات سنين أجزاء واسعة من العالم العربي و الإسلامي والثالث , بل إنّ دول شمال أوروبا كانت تعتبر نفسها ذات خصوصية مناخية و ثقافية و إجتماعية وحضارية و أنهّا نجحت في إقامة نظام سياسي إنساني في كل أبعاده يؤمن بالإنسان أولا و ثانيّا وأخيرا ..و لطالما نظرّ المنظرون والإستراتيجيون في شمال أوروبا لمجتمع متعددّ الثقافات و متنوّع الأعراق والديانات . و بناءا عليه وضعت قوانين أساسية تنصّ على مبدأ حريّة التديّن و عدم جواز المساس بأي دين أو التحامل على ديانة بعينها , صحيح أنّ هذا البند ربما وضع ليحمي الديانة اليهودية و رموزها في شمال أوروبا , لكن عدم تحديد الديانة بالإسم جعل القوانين التي تصون الديانات تنسحب على الإسلام أيضا و خصوا عندما أصبح الديانة الرسمية الثانية في السويد والنرويج وحتى في الدانمارك.
الصفحة 221 من 432