-1-بثيابٍ رثّة غسّلتها للتّو في النهر
وشعر غجري يصطبغُ بمعاناتها
جلست على قارعه طريقٍ مُتهالك
ترقبُ العابرين من هنا..ا
الأبطال وحدهم يظهرون على خشبة المسرح
وغيرهم يرتدون الاقنعه خلف الستار.
في زاوية الصالة الكبيرة جلست وفاء على كرسيها المُتحرك وهي تنظر إلى حفيدتيها بنظراتٍ تفيضُ حنيّة ًوسعادة, كانتا كالعصفورتين مبتهجتين بقدوم الربيع, تتحركان بخفةٍ ومرح في زوايا المنزل, وتنشران أريج السرور في كل شبرٍ منه, كانتا تجهزان لحفل ذكرى ميلادهما السابعة عشر, وتتأكدان من أن كل شيءٍ مستعدٌ للاحتفال والفرح, الشموع تتوج الكعكة, وأوراق الزينة الملونة تلفُ أذرعتها حول الجدران, والطعام بأصنافه وأنواعه يربض فوق الطاولة, والضيوف على وشك الوصول.
كانت تأتي في سويعات من خيالات لا تنتهي..
تسكب فيّ أحلاماً وتمضي.. تزرع في حنايايا صفاء ونقاء.. تسطع حين ملّ الليل جفونه، والحزن دموعه.. والبحر ماءه.
الصفحة 16 من 43