تالله إنها لحياة مريرة يا امرأة! فأن تربى المرأة في على أنها شيء شبيه بقطعة من سمك السالمون أو حفنة من جبن القَرِيش (وكلتاهما معروفة بسرعة الفساد)، فأمر لا يُطاق، ناهيك من أن يُعقل.
وإذا سلمنا جدلا بصحة هذا الوهم الذي كبر على مدى قرون بالقوة (وطاغور يقول أن الزيف الذي لا يكبر بالحقيقة يكبر بالقوة)، فإن هذا يعني أن عمر المرأة هو بمثابة تاريخ انتهاء الصلاحية الذي يجب أن يدوّن بشكل بارز وواضح على المنتج حفاظا على صحة المستهلكين، وأي تدليس فيه جناية لا تسامح فيها خاصة في عصر الشفافية. فعلى النساء أن يقبلن الرزمة كلها، لا أن يكتبن على سطر ويغفلن عن الآخر: إما أن يسلمن أنهن مجرد سلع ذات أمد محدود وبالتالي عليهن الإفصاح عن أعمارهن حفاظا على الصحة العامة! وإما أن يتعقلن -هنّ والمجتمع برمته- ويفصحن عن أعمارهن إذا استلزم الأمر، فما الضير في ذلك، وخيرنا من طال عمره وحسن عمله كما جاء في الحديث؟
يأتي تقدم مجتمعات الدول الصناعية الكبرى ومؤسساتها نتيجة لعدة عوامل ، ولقد تم الحديث عن مفهوم فريق العمل في المقال السابق في سلسلة هذه المقالات. ويتحدث هذا المقال عن عامل آخر وهو تطبيق مفهوم المؤسسية أو المآسسة. وتعني المؤسسية ببساطة أننا أمام هيكل مؤسسي وليس أمام أفراد ؛ وبالتالي أمام نظم وقواعد واستراتيجيات يطبقها جميع الموجودين الحاليين والمستقبليين في المؤسسة. فالنظم والقواعد هي التي تحكم العمل وليس الأفراد وهي تعني الاستقرار للجميع ، ولا يعني هذا الثبات والجمود ؛ بل إنه يمكن تغيير هذه النظم والقواعد بعد المرور بمشاركة موسعة من جانب جميع أفراد مجتمع المؤسسة سواء العاملين فيه أو المتعاملين مع هذه المؤسسة. وتعني المؤسسية أيضا وجود استراتيجيات تسير عليها المؤسسة لفترات طويلة ، ولا يتغير تطبيقها بتغير الأفراد ، وكذلك لا تعني المؤسسية الثبات ؛ بل تعني التغير التدريجي وليس التغير الراديكالي الذي قد يحمل العديد من المخاطر.
لم يأت تقدم مجتمعات الدول الصناعية الكبرى ومؤسساتها من فراغ ؛ بل جاء نتيجة لعوامل يجب علينا أن نبحثها وندرسها ، ويأتي على رأس عوامل تقدم هذه الدول ثقافة الإدارة في هذه الدول وهي ثقافة إنجاز جماعي.
ويجب أن نتوقف عند كلمة جماعي كثيرا ، أي العمل بمنطق فريق العمل فعلا وليس قولا ؛ حيث نسمع كثيرا كلمة نحن و نادرا ما نسمع كلمة أنا، وحيث يشترك مختلف الأطراف المعنية وأصحاب المصلحة في صنع القرار ولا ينفرد مدير بصنع القرار، وحيث يكون الجميع على دراية بمختلف المعلومات، وليس هناك احتكار للمعلومات ، فهناك اجتماعات دورية وغير دورية بين المدير ومرؤوسيه لتبادل الأفكار والمعلومات
بداية لا بد لي في يوم المرأة العالمي، أن أبعث بتحية تقدير وإكبار للمرأة العربية بعامة في كل الجغرافيا العربية احتراما لدورها المقدس، باعتبارها قلب المجتمع العربي النابض في كل الإتجاهات، هذا المجتمع الذي يشهد هذه الأيام تغييرات لم تتوان عن المشاركة في خضمها.
هنا فإنني أخص المرأة الفلسطينية بتحية إكبار وإجلال لكفاحها وصمودها وتضحياتها المستدامة، وهي تتصدى لأعتى التحديات الإحتلالية وأشرسها. أحييها أما زوجة أختا بنتا ربة بيت عاملة طالبة علم وأسيرة في معتقلات الإحتلال. وأدعو الله أن يتغمدها برحمته الواسعة شهيدة مأواها جنة الرضوان.
الثامن من اّذار/مارس من كل عام.إنه يوم المرأة العالمي. وهو يوم في حقيقته مكرس لإبراز منظومة التحديات التي كانت ولا تزال شرائح عريضة من نساء العالم يشعرن أنهن يواجهنها على كافة الصعد الحياتية، وفي المقابل استعراض إنجازات ومكاسب حققتها المرأة على مدى عام منصرم، أو أهداف ما زالت تسعى لترجمتها على أرض الواقع، وقد وضعتها نصب أعينها بغية تحقيقها.
ربما لم تعلم هي ؛ أنها إن رشّت له بعضاً من عطره المفضل في الصباح قبل ذهابه أن لمسة يدها ستبقى ترافقه اينما ارتحل وحلّ ،،
وربما لم يعلم هو أن قبلة على جبينها بعيد الضحى سترسم على محياها بسمة تضيء له البيت نوراً ، تجعله فردوساً على الأرض ،،
ربما لم تعلم وربما لم يعلم ،، وتستمر حلقات الظن بين تلك وذاك ، ويدور كلاهما في حلقة مفرغةً والأمل يحدو كل منهما أن يجده الآخر ،،
لقد أصبحت الخلافات الزوجية في مجتمعنا العربي تحتل الدرجات الأولى من سلّم الإصلاحات في المؤسسات الإجتماعيّة وغيرها المعنيّة بالعنف الأسري ، غير أن دور هذه المؤسسات يغيب ليبرز اخيراً بعد تفاقم المشكلة داخل نواة الأسرة ، وقد تكون أغلب المحاولات عجزت عن إيجاد حلول مناسبة وعلاج فعال وسريع داخل الجسد العائلي ليتفشى الداء ويبدأ الأزواج بالبحث عن الدواء إن حاولوا جاهدين فعلاً أن يفعلوا ذلك بأنفسهم بعيداً عن تدخل أطراف من خارج حدود المنزل !!
صدقا وحقا، لا أعرف من هذا الذي افترض أن ثمة ثنائية عدائية بين جمال المظهر والمخبر؟ من ذا الذي افترض أن سياسة "إما، أو" واجبة التطبيق؟ هل نحن في برنامج مسابقات حتى نختار أحدهما دون الآخر لنتأهل للسحب على الجائزة الكبرى؟
إذا أردت أن تُحرج أحدهم، فجرّب أن تسأله هذا السؤال:
"أيهما الحقيقي برأيك: جمال المظهر أم جمال المخبر؟"
وستجده -مجبرا مرغما- يقول لك دونما تفكير وكأنما يدافع عن نفسه:
"بالتأكيد جمال المخبر، الجمال جمال الروح!"
* * * * *
نظرا لاحتكاكي الوطيد بالساحة الجامعية، وتواصلي الكبير مع الطالبات بشكل خاص، ونظرا لقربي منهن وعملي معهن بعدة مشاريع وأنشطة، أحببت أن أتحدث عن أنماط وشخصيات بنات المرحلة الجامعية بشكل عام ، باختلاف الجامعات الحكومية أو الخاصة في الكويت.
وقبل الشروع في التفاصيل أحب أن أنوه أن حديثي في السطور المقبلة عن الطالبات الجامعيات بهذا العصر، وليس عن أي فتاة بنفس مراحلهن العمرية، لأن هناك شتان ما بين طالبة في المدرجات الدراسية وبيئتها اليومية وأخرى موظفة أو ربة منزل.
هذه الطالبة تحب المشاركة الانتخابية والانضمام إلى القوائم الطلابية، وبعد اكتسابها للخبرات العملية نرى تطوراتها سريعة، فتقود الفرق وتقسم المهام وتعلم الحديثات مهارات العمل النقابي وأهميته، لديها فكر وتسعى لنشره وهدفها واضح، وغالبا تحب مساعدة الأخريات والأخذ بيدهن، وتسعى لتحقيق أكبر قدر من الأعمال لها وللآخرين
تحب البهرجة الانتخابية، وتريد أن تنضم لأي قائمة حتى يقال أنها مع (الشلة) الفلانية، تعشق الأنشطة الترفيهية والتجمعات الكبيرة، لا تميل إلى الدورات التثقيفية أو أي نشاط جاد، مشكلتها أنها (مع الخيل ياشقرا) ، ولهذا نجدها كثيرة التنقل بين القوائم ، كثيرة التغير في القناعات، غالبا تسبب المشاكل وتحب الظهور.
الصفحة 12 من 53