عندنا: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا". والطاعون يطلق في اللغة العربية وغيرها من اللغات على أي وباء مجازًا والمقصود أن كثيرًا من الأمراض التي لم تكن معهودة من قبل قد ظهرت بسبب ظهور الفاحشة وانتشارها.
بين الفينة والأخرى تنطلق دعوات (محاربة الفساد) من مختلف طبقات الهرم السلطوي وأطياف النسيج السياسي في البلاد، وربما تبع تلك الدعوات تشكيل لجان خاصة وفرق عمل هدفها تحويل تلك الدعوة الى حرب حقيقية تطهر بها البلاد والعباد من رجس ذلك الشبح الكريه،
لا يجوز أن تنجح المقاومة في الحرب وترسب في السياسة. في هذه الحال، سيكون حكم التاريخ عليها قاسيا. هي كادت أن ترسب في امتحان التاريخ لولا أنها غلّبت، في لحظة مباركة، عقل الثورة الإستراتيجي على قلبها العاطفي المترع بالحماسة. الرأي ، دائمًا، قبل شجاعة الشجعان.
سأخطو هذه الخطوة الاجبارية لأكمل هذه السلسلة، حيث طلب مني الكثيرون الانتقال إلى النوع الثالث الذي تتألف منه الكائنات الحية ألا وهو النبات، وسأحاول كما جرت عادة الربط في الموضوعين السابقين بايجاد المشترك بين الانسان والنبات وساعرض نموذجين فقط والبقية أتركها لكم للانتقال إلى الخطوة الأخيرة والأهم ألا وهي الانسان الانسان حيث سأحاول أن استخلص ما لا يربط الانسان بأي شيء آخر وأبرز الجوانب التي يتفرد بها الانسان عن غيره سائلا المولى عز وجل التوفيق في هاتين الخطوتين.
استغرابك عزيزي القارئ أمر بديهي، لأن الانسان بطبيعته كائن حي يختلف عن الجمود والكتلة الجمادية التي سخرها الله سبحانه وتعالى لهذا الكون في صالح الانسان ، ولكن أليس من البديهي أيضا أن لكل انسان وظيفة في هذا الكون يحقق من خلالها سبب وجوده؟ هنا تشترك الجمادات مع الانسان في هذا الجانب والذي سيكون مدار حديثنا معكم باذن الله، وذلك عن طريق طرح النماذج الجمادية ومدى اشتراك وظيفتها مع الانسان وسندرج كذلك أبعاد الجمود الحسيّة وربطها بالنماذج الانسانية المختلفة.
ما فتئ الرئيس الأمريكي وإدارته يردد في تبرير "الحرب على “الإرهاب”" بأنها حرب مقدسة وأن غزو العراق كان تكليفا من الله. وبهذا لا نجد فرقا بين الإدارة الأمريكية وعلى رأسها بوش الابن وبين الأصوليين المتشددين أصحاب النظرة المتعصبة للأجناس والأديان الأخرى.