وها قد أتى، أتى ميقات العيد الوطني لسلطنة عمان، والذي ارتبط توافقاً مع ذكرى ميلاد الراحل السلطان قابوس بن سعيد البوسعيدي في الـ١٨ من نوفمبر في كلّ عام، أسكنه الله فسيح جنّاته وأظلّه بظلّه يوم لا ظلّ إِلَّا ظلُّه.
لَمْ نَكُن لِننسى ذلك اليوم العصيب علينا لفراقه، والبهيج -كما نرجوه له- لِوفادته على من سبقه إلى الدار في جمع خَلْق الله الصالحين.
فحينما حزن العالم لرحيله، دعونا الله أن يجعله في ركب الصالحين، ونحن نحسب أنه قد حُفِظت له مكانته في مصافّ المخلصين مِنْ عباد الله في الدنيا.
كيف لا، وَقَدْ زُفت معه صحائفه المليئة بالأعمال المضيئة التي تركت إرثاً كريماً لأرضه ووطنه وأهله وناسه وكلّ نواحي السلطنة التي حفظ ترابها.
لمّا كان الشيخ محمد الغزالي رحمه الله تعالى مُحاضرًا في التفسير الموضوعي وعلوم القرآن بالجامعة الإسلامية بقسنطينة، لا تكاد تجدُ مكانًا تجلس فيه داخل المدرّج، فالواقف أكثر من الجالس، وفي الحضور الطّالب والطّبيب، والبعيد والقريب، من المنتسبين إلى الجامعة أو من خارجها، ومن خارجها أكثر.
والمشهد كأنّه خطبة جمعة، أو خطاب قائد في النّفير؛ المصوّرات والكاميرات والمكبّرات في كل جهة.
والشيخ مواظب على الحضور في الوقت، ولا يغيب، ودروسه ومحاضراته مسجّلة كلها في أرشيف الجامعة، بل حتى عند العوام.
كان رئيس المجلس العلمي، وعضوًا في لجان الفتوى، ومشاركًا في العديد من الملتقيات داخل الجزائر وخارجها، وله لقاءات تصادمية مع رؤوس العلمانيين والشيوعيين في بلدنا وقتئذٍ، في كم من موقف وملتقى، منافحًا عن الدين، ومقنعًا لمجادليه، بالحُجّة والتواضع.
إن التعليم الجيد يجب أن يبنى على أساس أنه ليس هناك شيء أبدي ومؤكد طوال الوقت وأن هناك جواب لكل سؤال. وهكذا فإن هدف التعليم هو تسليح المتعلم بالقدرة على التفكير المنطقي والتفكير الناقد والقدرة على استشراف المستقبل أي التعليم الإنساني الحق. فالمهم أن نتجه إلى التعليم الإنساني الذي يلبي احتياجات واهتمامات الأطفال والشباب الذي يركز وينصب على نمو وتطور الشخصية. وبذلك نضمن استمرارية التعلم والتعليم طيلة دورة الحياة بتوجيه ذاتي في بيئة صحية دون تهديد من أي اتجاه ومن أي نوع.
إن عملية التعلم والتعليم ليس فقط من أجل حياة أفضل أو وظيفة أفضل أو أنها كما تتبجح الحكومات على أنها ثروة وطنية ولكن يجب أن تكون هذه العملية من أجل إثراء الروح الإنسانية ونوعية الحياة ومن أجل الصحة الاجتماعية ونواة لمجتمع ديموقراطي.
إن مصطلح التعليم الإنساني عموما يستخدم لوصف مجموعة متنوعة من النظريات والممارسات التعليمية الملتزمة بنظرة العالم والقواعد الأخلاقية الإنسانية. أي المفترض هو تعزيز التنمية البشرية والرفاهية والكرامة كهدف نهائي لعموم الفكر والعمل الإنساني – ما بعد المعتقدات الدينية والإيديولوجية، أو المثل والقيم الوطنية. على أساس فلسفي وتقاليد أخلاقية قديمة من الأديان والفلاسفة اليونانيين إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحقوق الطفل للأمم المتحدة والالتزام بالإنسانية وأكثر من ذلك يعني تبني المبادئ الأساسية الثلاثة التالية:
تعارفْنا على أنّ الماجستير بوّابة للدّكتوراه ومُرتقى لها، وأنّ الأولى رسالة والثّانية أطروحة؛ وكلاهما درجة.
وتعلّمنا أنّ الدّكتوراه لابدّ فيها من طرحٍ جديد، وإضافة مُبتكرة؛ علمية أو عملية، منهجيّة أو تطبيقيّة، على العكس من الماجستير التي لا يُطلب لمُقتحمها إلاّ مجرّد بيان قدراته وكفاءته في استخدام مناهج البحث وسيطرته على طرائقه في الوصول إلى النّتائج من مقدّماتها، والأجوبة من تساؤلات الإشكاليّة وفرضيّاتها.
كم وكم من أطروحات نوقشت، ودكاترة بارزت وبرزت عبر مُدد طويلة وسنوات كثيرة، ولكنّننا ما زلنا نستورد السيّارات !
في مقالة سابقة ألقينا الضوء على جائحة كورونا وأثرها على المجتمع التعليمي وكان الاستنتاج أن ما بعد كورونا ليس كما قبلها على المجتمع بصورة عامة وعلى التعليم بصورة خاصة وكانت الخلاصة أن التعليم بصورته التقليدية الوحيدة أصبح من الماضي وينبغي آن يصبح خليطا من المنصة التقليدية داخل الفصل الدراسي والمنصة الافتراضية خارج الفصل. ففي هذا المقال سنحاول رصد التغييرات في تقديم التعليم وفرص التعلم عبر استخدام التكنولوجيا. أجبر إغلاق المدارس المعلمين على تغيير طريقة تقديمهم التعليم من منصة شخصية إلى منصة افتراضية. أدى هذا الاضطراب في تقديم التعليمات باستخدام التكنولوجيا إلى تغيير الطريقة التي يخطط بها المعلمون التعلم وتقديم المحتوى وتقديم أنشطة التعلم وكذلك التقييم. تطلبت الضرورة الملحة من المعلمين تطوير استراتيجيات جديدة وتجربة التكيفات مع تقديمهم التعليم التقليدي (خليل، 2021).
ينخرط الناس بشكل طبيعي في التغيير لتحسين حياتهم بما في ذلك الجوانب الشخصية والصحية والمالية والمهنية. يحدث التغيير عندما تتغير الرغبات والأولويات. عندما يواجه الناس انتكاسات أو إنجازات ، فإنهم ينخرطون في عملية عقلية لإنشاء تفسير لفهم سبب وقوع الأحداث. يفكرون في سلوكهم أو موقفهم أو أدائهم لتحديد الإجراءات التي ساهمت في النتيجة سواء سلبًا أو إيجابيًا. تؤدي هذه العملية إلى الرغبة في التخطيط للتنمية الشخصية. يعد تعديل السلوك ضروريًا للانخراط في التغيير الذي يحقق النتيجة المرجوة .
في عام 2020 ، دخل العالم في أزمة عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا أصبح وباءً. أدى تفشي الفيروس العالمي إلى إعادة تشكيل جذري للمعايير المجتمعية والتفاعل. تحولت المدارس إلى التعلم الافتراضي لمواجهة المخاطر الصحية المحتملة للتعليم الشخصي عن طريق الحد من انتقال الفيروس. عندئذ واجهت المعاهد التعليمية في جميع أنحاء العالم تحديات انتشار الفيروس كورونا. تمت التوصية بإرشادات إضافية للمجتمعات فيما يتعلق بارتداء الأقنعة والتباعد الاجتماعي وأوامر البقاء في المنزل. أجبر الوباء المدارس المحلية على استبدال التعليم الوجاهي بالتعلم الافتراضي. طُلب من المعلمين تغيير طريقة تقديمهم التعليمي اليومي واعتمدوا في الغالب على التكنولوجيا لتدريس مناهجهم الدراسية.
كان العام الماضي ، إلى حد بعيد ، أصعب عام في المسيرة التعليمية. واجه اختصاصيو التربية والتعليم تحديات التدريس الهجين والجدولة وقاموا بالتبديل من التعلم الوجاهي بحضور جميع الطلاب إلى التعلم عبر الإنترنت . طُلب من المعلمين والطلاب على حد سواء إعادة التفكير تمامًا في التعليم المدرسي لأن الوباء وضع سؤالًا أساسيًا، كيف يجب أن يكون عليه التعليم في هذا العالم الجديد؟
لقد حول الوباء التعليم إلى تجربة عالمية واسعة النطاق ولذا اضطرت أنظمة التعليم والمدارس إلى وقف العديد من الممارسات القديمة وابتكار ممارسات جديدة. كانت هذه التغييرات صعبة وتم إجراؤها في فترة قياسية من الزمن، وسيكون من الخطأ الفادح العودة إلى طرق العمل السابقة للوباء. ربما لينبغي عادة بعض ما أوقفناه مثل الاختبارات الموحدة الحكومية في بعض جوانب "التعلم عن بعد." ويجب استمرار بعض ما قمنا ببنائه من جديد.
لم يكن الأمر جديدا عندما جعل الوباء طريقة "التعلم عن بعد" عالمية لجميع المعلمين والطلاب. إن استجابة الأنظمة المدرسية للوباء وفرت الوصول إلى الإنترنت والأجهزة الرقمية لملايين الطلاب الذين لم يكن لديهم مثل هذه الإمكانية في المنزل قبل الوباء.
الصفحة 8 من 432