إن الرغبة في تحقيق إنجاز ما باستخدام التفكير التقليدي قد لا يترك أي أثر يذكر في الحياة، وذلك لأن الانجازات الحقيقية تحتاج إلى رغبات حقيقية يصدق بها الإنسان مع نفسه، وبالتالي يعكس هذه الرغبات ويحولها إلى واقع ملموس ومشاهد.
لم يخلقنا الله سبحانه وتعالى عبثًا، فلكل منا دوره في المجتمع الذي يعيش فيه بغض النظر عن حجم ذلك الدور، فالتفاعل مع المجتمع بثقافاته المختلفة يُعد أمرًا فطريًا للإنسان، لذا فالأصل هنا هو النتائج المترتبة على هذه التفاعلات الإنسانية لينتج منها إنجازات يرتقي بها المجتمع ويتميز بها.
ثار ما ثار مؤخرا حول الفأر"ميكي". وبغض النظر عن تفاصيل ما قيل، وعن سوء النقل والتأجيج الذين وقعت فيهما بعض وسائل الإعلام، استوقفني واستثارني نبرة الاستهزاء والتندر التي وجهها البعض لكلمة "فويسقة"؛ فأخذوا يضحكون ويستنكرون وصف كائن يرونه خفيف الظل بها رغم أنها الكلمة التي أطلقها الصادق المصدوق -صلوات ربي وسلامه عليه- لوصف الفئران. لا أعرف ما سر غضبة واستنفار الكثيرين لـ”ميكي” هذا حتى أنهم على استعداد للاستهزاء بحديث شريف من أجل سواد عيني ميكي، أو بعبارة أدق لسواد أذنيه. هل يؤمنون مثلا بالخزعبلات الصينية التي ترى أن عام 2008 هو عام الفأر فقرروا، الانتصار له؟ على أي حال، هلموا نسبر أغوار التاريخ والتراث واللغة لنتعرف على هذه الكائنات ونحكم حينها على الأمر بعقولنا لا بقلوبنا.
الصفحة 17 من 40