لقد بنا علماؤنا رحمهم الله تصورهم لمفهوم عدالة الصحابة على عدة أسس: أولها: دلالة اللغة لكلمة الصحابي وهي مشتقة من الصحبة والملازمة من غير تحديد لمدتها طالت أم قصرت وجعلت هذه الدلالة اللغوية مُدخلا لتحديد معنى الصحابي اصطلاحا وإن اختلفت تعار يفهم بعض الشيء تبعا لاختلاف مشاربهم العلمية كأصوليين وفقهاء ومحدثين غير أنهم مجمعون تقريبا على إن الصحابي هو كل من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة طالت أم قصرت ومات وهو مؤمن مصدق به
قلم المثقف يريد الوصول إلى نفس الشرائح التي تسعى عصا السلطة للسيطرة على تفكيرها وتسيير اتجاهاتها، فكل طرف يستخدم طرق ووسائل متعددة للوصول إلى أهداف محددة وغايات معينة. وفي حالة الأنظمة الاستبدادية، تتحكم عصا السلطة في وسائل الإعلام وتهيمن على مستوى القرار وتمتلك الإمكانيات المادية والأمنية،
لا يختلف اثنين على مكانة القدس في كل الأديان وخصوصا في الديانة الأسلامية بكونها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين والمكان الرئيس لوقوع حادثة الأسراء والمعراج، ولا يخفى على الجميع أن كتب المسلمين صدحت بالحديث عن أهمية هذه المدينة العظيمة التي تحتوي بين جنباتها الحكايات والقصص عن عهود السلام وأخبار الحروب.
من المعلوم والثابت إن قضية سيرة أو حياة الصحابة كانت ولا زالت واحدة من اشد القضايا الإسلامية خطورة وأكثرها حساسية و إثارة للجدل والنقاش منذ انقضاء عهدهم وربما خلاله والى وقتنا الحاضر؟
تضعف الارواح أمام بحور المال وتستسلم النفوس في مواجهة مغريات الجسد وتندفع القلوب نحو ملذات السلطة، يذهلني ذلك الاستسلام، لأكتشف معه تصاغر النفوس ورداءة القلوب، أتعجب من الرغبات الزائلة، وأندهش من الميول الطائشة.
في العصر الجليدي وعندما كان الإنسان لا يخضع لمنهجية إبستمولوجية عقلائية , دخل في صراع مع قوى ميتافيزيقية , وماورائية . جعلته يطرح تساؤلات عن الكينونة و موجب الوجود , فكانت حركة الميكانيزمات العقلائية التي تنسبها المركزية الأوروبية إلى الموروث الإغريقي , والذي تجاوز العقل الفرعوني و كهنوت الرجل المصري , و في الأصل كانت النبوة هي الراسمة للطفرة الإكلينيكية وكان ذلك قبل العصر الهرقيطي الفلسفي .
إن المأزق الحضاري الذي وقعت فيه الأمة العربية منذ سقوط بغداد على يد المغول سنة 656 هـ/1258 م ودخول الأمة عصر الظلمات وما انجر عن ذلك من تردي الأوضاع السياسية، وتقهقر الحياة الاجتماعية، وأكثر النواحي التي تتجلى فيها الأزمة هي الناحية الثقافية، لقد كفت الأمة عن الإبداع واكتفت بثقافة الاجترار وشاعت ثقافة المتون والحواشي والتعليقات، وفي خضم هذه الأزمة غيب العقل وكف عن آداء مهامه، واكتفى المسلمون بالتقليد في حياتهم الدينية، وكفوا عن النظر إلى الطبيعة لإدراك أسرارها واستجلاء نواميسها وترويضها لمصلحتهم واستعاضوا عن ذلك كله بالنظر في الكتب القديمة وكأنها الكلام الذي لايعلى عليه،