يبدو أن الأخ حافظ سيف فاضل يستعجل الأمور. و لكن لا ضير أن أرد بصورة موجزة على القضايا الهامة التي تفضل بذكرها دون أن "احرق" الميزة التنافسية لكتابي القادم بإذن الله تعالى. لكني و من باب العدالة أنتظر رده على الموضوع الأساسي الذي فتح النقاش: الحجاب، و سأحسن النية حتى مقاله القادم، و لن أتهمه بالتهرب من الرد لأنه لا يملكه كما فعل هو معي و أتهمني.
عندما وضع ابن خلدون أسس علم الاجتماع وضع – دون أن يدري – أسس "علم المستقبليات"، فمحاولة تجريد قواعد للعمران البشري كانت تعني بالضرورة اضطراد بعضها على نحو يتسم يقدر من الثبات، ومع الوصول لقوانين من هذا النوع يصبح التوقع في مداه القريب والاستشراف في مداه البعيد متاحا. وبقدر ما تعد السياسة مواءمة بين متعارضات ومفاوضة بين خصوم يعد "التخطيط السياسي" للمستقبل مسعى للتحكم في العوامل التي تتفاعل على نحو حر لو تركت دون تدخل، وهنا نصبح أمام سبيكة من الإدراك الواقعي والخيال المحسوب والطموح إلى استباق الآتي.
هناك أكثر من تساؤل تصادفنا ونحن بصدد مناقشة إشكالية الفنون التشكيلية والإسلام والعلاقة القائمة بينهما، أي علاقة الدين بالفن أو العلاقة بين المقدس والجميل.
ومن المعلوم أن الصراع بين المقدس والجميل قديم وظهر قبل الإسلام، إذ أن الأديان السابقة على الإسلام عاشت علاقة صدام وتصادم مع الفنون التشكيلية عموماً.
ومن المفكرين الذين تطرقوا إلى هذه العلاقة الفيلسوف هيجل. كما أن في العهد القديم- الإصحاح 20 جاء أنه "ملعون الإنسان الذي يصنع تمثالا منحوتا أو مسبوكاً". علما أن المتطرفين سواء في دائرة الإسلام أو دائرة اليهود دأبوا على مهاجمة الفنون التشكيلية، اعتباراً لانطلاقهم من الفكرة القائلة أن الجمال الأرضي الدنيوي، من مسرح ورقص وفنون تشكيلية ما هي إلا قذرات الدنيا يغوص بالإنسان في مستنقع الدنيا الآسن. ولذلك كان الفنانون ينعتون بالشياطين الذين يدعون الناس إلى الافتتان بالجمال المزيف والإعجاب به.
*) ما يهمنا هنا والموضوع يخص الثقافة العربية ، ان هذه الثقافة التي يفترض بها أن تكون العنصر المؤسس والداعم والمؤيد والحامي للهوية العربية بعامة والعروبة الثقافية بخاصة بكل ما تمثله من قيم ومثل وسلوكات موروثة ، قد أخذت تتعرض لتحديات ومخاطر بدأت افرازاتها تطفو على سطح الواقع العربي ، ويخشى مع استمرارها أن تشكل مشهدا لا يمت قلبا وقالبا الى العروبة بكل ابعادها .
شيوعيون نحن
شيوعيون نعم
نحمل خارطة الدنيا ونمضى
نحمل للجماهير المهانة
فوق عظامنا
أبجدية الثورة
حسن عقل
منذ انتحرت الحركة الشيوعية الثانية وحلت تنظيمها المستقل وانضوت داخل تنظيم الناصرية " الاتحاد الاشتراكي " والتنظيم الطليعي ظلت مصر منذ منتصف الستينات وحتى منتصف السبعينات تعيش بلا تنظيم شيوعي رغم أن بعض الحلقات رفضت الحل وراحت تبحث لها عن راية توحدها وتحلق الشباب في حلقات ماركسية جديدة راحت تدرس أوضاع الحلف الطبقي والثورة المصرية.
"التفكيكية" مصطلح ينتمي لعائلة من المصطلحات المتداولة في الدراسات النقدية المعاصرة، وهو مصطلح مثير للجدل بسبب ما يتضمنه معناه – كما سيرد – من مفاهيم معادية للغيبيات (الميتافيزيقا). وقد تمحور الاهتمام في التفكير النقدي العربي حول هذا المصطلح أمثاله بعد أن توقفت جهود كانت تستهدف إبداع نظرية نقدية عربية.
وكما هو الحال في معظم مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية مثلت قضية السياق الذي تنشأ فيه الأفكار وتنمو وتتطور قضية خلافية بين من يرون الظاهرة الإنسانية تتطور وفق قوانين ثابتة لا تتأثر بالسياق الحضاري الذي تنشأ فيه، ومن يرون كل فعل وفكرة انعكاسا لرؤية حضارية تتضمن بالضرورة – بشكل ظاهر أو مضمر – تصورات عن الذات والآخر والكون وما وراء الكون. وعلى كل حال فإن واقع الدراسات النقدية العربية مشغول بمدارس النقد ذات المنشأ الغربي من ظاهرية وبنيوية وتفكيكية و. . . . .
إن مصطلح ( حوار الحضارات) يتجاوز حدود اللغة إلى أبعادٍ سياسيةٍ وثقافيةٍ وأيديولوجية واقتصادية.. لهذا كان لابدَّ من تحديد معناه منعاً للخلاف الذي قد ينجمُ لاحقاً..
وعليه..فإن المقصود بالحضارة هو الثقافة التي تتجاوز المواقف المجتمعاتية إلى الفكر الراقي والحس النقدي والجمالي والأخلاقي..وبذلك فالثقافة هي الحضارة الخاصة بكل أمةٍ من الأمم تحملُ سماتها ونهجها الروحي والفكري والأخلاقي والاجتماعي..
وحضارتنا الاسلامية تعيشُ اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى أزمةً مزدوجةً بالغة التعقيد، فهي أولاً تبحثُ عن سُبل التعايش مع العصر،وثانياً ماتزال تعاني من عداء لحضارات الغرب.. والسبب يعود إلى القطيعة والجهل والعزلة..