التخلف يأتي من ركود الحياة الثقافية أولا، ويأتي الركود بشكل أساسي من غياب الفكر النقدي عند الأمة.
فعندما تركد الحياة الثقافية تصبح الثقافة كلها تكرارًا واجترارًا للماضي والتراث، بعيدًا عن الإبداع والتطلع للمستقبل.
يعتبر معهد الإستشراق في جامعة أوبسالا بالسويد من أعرق المعاهد في أوروبا حيث تأسسّ هذا المعهد قبل أكثر من 400 سنة.
وقد تسنى لي أن أحضر محاضرة عن الإسلام في هذا المعهد للباحث السويدي كريستر هيدن المتخصص في القضايا الإسلامية، والذي قدّم الإسلام للحضور السويدي كما هو بدون زيادة أو نقصان
" لا تتفلسف!"، عبارة تقرع طلبة أذن الموجهة إليه معلنة عن ارتكابه لجريمة نكراء شعبياً وهي التفلسف. ف"الفيلسوف"، "المتفلسف"، و" فيلسوف زمانه"، كلها عبارات إسكاتية استئصالية تستخدم عندما يضيق المستمع ذرعا بما يسمع أو ربما بما لا يفهم. وبغض النظر شؤم رغبة البعض في إسكات الآخر، فان الفلسفة يحق لها أن تطالب بتعويض على ما ينوبها من الاستعمال الشعبي لاسمها. اختبرني " إنترنتيا ً " أحد المهتمين بالفلسفة بأسئلة لم يجز لي إلا أن "أتفلسف" بها علناَ في محاولة لتصحيح المفهوم العامي المغلوط، علنا نتفلسف من دون أن نتخوّف.
نشرت مؤخرًا إحدى الصحف العربية مقالا تحت عنوان " خرافة الغزو الثقافي الغربي " لكاتب عربي أنكر فيه أن العالم العربي يتعرض لغزو ثقافي غربي متهما جهات قومية وإسلامية عربية وصفها بأنها متعصبة تعصبًا أعمى تقف وراء تسريب مثل هذه الادعاءات الباطلة – على حد قوله –
المجرة تحتوي على ملايين النجوم والكواكب، وهنالك أعداد كبيرة من المجرات، وهذا كله في السماء الدنيا، التي قال الله عنها: {ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وأعتدنا لهم عذاب السعير} سورة الملك/الآية5.
فما أعظم هذا الكون العظيم، الذي يشهد بعظمة الخالق العظيم.
المقال البياني أو البيان المقالي الذي نشرته الحقائق مؤخرا للسيد المتوكل طه بعنوان " حرية التعبير المقهورة " بصفته الشخصية كشاعر وكاتب فلسطيني وتتابعا بصفته التي أدرجها كأمين لاتحاد الكتاب الفلسطينيين في الداخل لفت انتباهاً خاصاً لدينا لعدة أسباب نجدها تستحق بعض الإضاءة من حولها.
التعارض بين حرية الرأي والتعبير وبين المقدسات الدينية تبدو لكثيرين مزمنة معقدة ومساحة الخلافي فيها أكبر من مساحة المتفق عليه، ولا نكاد ننفض عن أنفسنا غبار معركة من معاركها حتى نجد أنفسنا أمام أخرى، والصراع بين ما يعتبره البعض صراعا بين حرية الإنسان في التفكير والتعبير عن أفكاره وبين ما يوصف بأنه قيود دينية على هذه الحرية ليس مشكلة ممارسة تحتاج إلى مزيد من الاستنارة أو التفتح أو التسامح عند فقيه فرد أو مجمع فقهي.