منذ فترة ليست بالقصيرة أخذ مصطلح الوهابية يتردد بكثرة في الخطاب الاعلامي العربي، وغدا مصطلح «الوهابية» مرادفا للإرهاب والتكفير، وكثيرا ما جاءت هذه الاوصاف الثلاثة في نسق واحد «التكفيريون الارهابيون الوهابيون»، حتى غدا الوسم بنعت الوهابية تهمة سياسية خطيرة تبيح دم صاحبها.
في ما اهتدت إليه التجربة الإنسانية حتى الآن، توفر الديموقراطية الآليات الأكثر فاعلية لحل التناقضات السياسية والمذهبية والمجتمعية، بشكل سلمى، وذلك من حيث أنها في جوهرها، عملية لـ "الحكم" تستهدف تنظيم ممارسة السلطة السياسية في الحدود التي لا تهدر حرية الإنسان، من حيث كونه مواطناً يتنازل عن جزء من هذه الحرية لضمان الحفاظ على الجزء الأخر.
تضع حادثة الإساءة للإسلام وللرسول الكريم عليه الصلاة والسلام التي اقترفتها مؤخرا الصحيفة الدنماركية " ييلاند بوسطن "، والتي شاركتها فيها صحف أوروبية واسترالية ونيوزيلاندية وغيرها، وما سبقتها من إساءات متعمدة منذ مطلع القرن الحادي والعشرين على أقل تقدير موضوع الثقافات الانسانية المختلفة على المحك. وانطلاقا، فهي تطرح سؤالاً عريضًا: هل الثقافات الإنسانية المختلفة المشارب والرؤى والاتجاهات في طريقها الى الوئام ام الصدام ؟
من المفارقات ان تجد ارتباطا وثيقاً بين مصطلحات تتردد على أسماعنا صباحًا ومساءً، ونصوص وعبارات نرددها كل يوم، ولكننا لم نفكر فيها من قبل! وربما نكون قد فكرنا، لكننا لم نتفكر فيها، لأننا لم نعِ بعد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم في التفكر في كل شيء إلا في ذات الله جل جلاله.
حينما تذهب الى صلاة الفجر في العشر الاواسط من أي شهر عربي تحس بجاذبية غريبة تدفعك من حيث تشعر، أو لا تشعر نحو إطلالة القمر الذي اكتمل قرصه الفضي، فغدا كالملك المتوج على عرشه، وقد تحلقت حوله النجوم، كتحلق الغلمان والحشم! وحين تخرج من الصلاة لا تملك، إلا ان ترفع رأسك نحو السماء،