القراءة تمثل وحدة معرفية من حيث الأداء التحليلي أو الإستقرائي لتحصيل رؤية معينة أزاء منتج معين ، ولإنجاز مهمة القراءة طبقاً للتعريف اللغوي الذي أشرت إليه في دراسة " القراءة بين الإكتشاف والتأويل " ، أرى من الضروري التعريف بأهم العناصر المعتمدة في إنجاز مهمة القراءة بحيث نتمكن في النهاية من تحديد هوية معرفية لنص القراءة المنتَج ، وبنفس الوقت نستطيع أن نتحقق من تأدية مفهوم القراءة الكلّية أو القراءة الشاملة التي ترتكز على مجموعة إستحالات أو مستويات بحثية ضمن إطار المفهوم العام للقراءة ، وتشكل مفردات مثل القارىء ..النص .. المرجع أهم العناصر التي تسهم في تدوين مفهوم القراءة
دولة مزدهرة اقتصاديا، وشعبها في بحبوحة من العيش .. معناه أن السياسة العامة المتبعة راشدة .. وأن آليات التسيير سليمة لا عطب فيها .. من منظور عصري ومن منطلق علمي بحث.ودولة منهارة اقتصاديا ،وشعبها يلتقط اللقمة بالكاد ،معناه أن السياسة العامة المتبعة زائغة يتحكم فيها الانحراف ،وأن آليات التسيير كلية مشبعة باللغط الذي يفضي بالضرورة إلى الغلط المتكرر.التاريخ يغص بالشواهد والبراهين .
إن التطور إذا شابته المغالاة و الاندفاع إلى المخاطرة.. فإن علينا أن ننتظر سلوكا آخر يأتي لتصحيحه هذا ما اقتنع به الفيلسوف جيان بياجيه في كتابه بين التطور والسلوك،وهو قول يحمل الصدق لما وصلت إليه الحضارة الغربية اليوم.. فالإفراط و المغالاة في استعمال العقل أفضى إلى الجنون الحضاري الذي عليه حاضرا الغرب.. كما حرف سفينة التقدم عن مسارها الطبيعي، وجعلها تأخذ وجهة مجهولة.
قطب الرحى في كل معركة حضارية هو الفكرة . . سواء كانت المعركة الحضارية مقصودة لذاتها بعلم كل الأطراف التي لها خلفية مطروحة سلفا عن دوافع هذه المعركة، وإدراك بما ينجر انتهاء عندما تتحدد المعالم آخر المطاف. . و يظهر للعيان ما كانت هذه المعركة الحضارية تطلبه. أو كانت نفس هذه المعركة الحضارية مقصودة ولكن طرف واحد و وحيد هو الموجه ومايسترو التنفيذ.
القرآن كتاب الله الخالد، ومعجزة رسوله العظمى، فيه الحق والنور والهدى، وهو كتاب يدعو إلى الخير ويقود البشرية إلى الرشد، ويرفعها إلى آفاق العلا، ويمنحها فيضاً من الطهر والحب والجمال.
والقرآن أعظم هدية سماوية، وأثمن منحة إلهية، تهدي العقل البشري من كل حيرة، وتدله على درب السعادة والنجاة، وهو صراط الله المستقيم، وحبله المتين.
قرأت في موقع إيلاف مقالة بعنوان: "يحدث في العالم العربي الآن: كثرة الطغيان وقلة العرفان في المسألة الدينية" للدكتور شاكر النابلسي، والمقال مؤرخ بالخميس 3/7/2003، وقد دعا فيه الكاتب إلى إلغاء تفاسير القرآن، وقال: (لا يوجد نص صريح في القرآن أو في أحاديث الرسول يقول إن آيات القرآن وأحاديث الرسول عابرة للتاريخ وتصلح لكل زمان ومكان)، واستشهد بكلام للشيخ جمال البنا يدعو إلى إلغاء تفاسير القرآن، وذكر الكاتب بأن تفاسير القرآن سبب الشقاق السياسي، وأن تفاسير القرآن أدت إلى تعطيل العقل المسلم، وحمل على الأزهر لأنه وقف موقفا سلبيا من دعوة وأفكار جمال البنا.
موقف الإسلام من قضية الحرية أحد المرتكزات الرئيسة لرسالة الإسلام ، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يدركون ذلك إدراكا صحيحا ويعبرون عنه أدق تعبير بعبارة تكررت على لسان كثير منهم : " جئنا لنخرج الناس من ظلام العبودية إلى نور الحرية " ، وثمة علاقة جدل بين التوحيد ، بوصفه قلب المنظومة العقائدية الإسلامية ، وبين الحرية ، بوصفها شرطا لازما لصحة الإيمان نفسه.